تعتبر درصاف الحمداني واحدة من بين أهم المطربات في المعهد الموسيقي التونسي والعربي، تخطّت في فترة زمنية وجيزة محطات موسيقية هامة بكل نجاح بوّأتها مكانة هامة في قلوب محبّي الفن الأصيل والذوق الرفيع. التقتها «الشروق» في زيارتها الأخيرة في سوسة باحدى حفلاتها ب«ربيع سوسة» فكان هذا الحوار والذي يعكس مدى حرصها على نوعية موسيقية راقية وهذه أهم التفاصيل. ما هي المحطات الفنية التي تعتبرينها الأهم في مسيرتك الفنية الى حدّ الآن؟ محطات كثيرة أحاول أن أستحضر بعضها منها المتعلقة بالمهرجانات الصيفية كمهرجان الحمامات حيث لأول مرة أتواجد في حفل بصفة فردية أيضا مشاركاتي في حفلات بمسارح أوروبية وعربية وأيضا في دار الأوبرا بالقاهرة وبدمشق اضافة الى المحطة الدراسية بالمعهد العالي للموسيقى بتونس أو في باريس في تجربة مهمة مع نخبة من موسيقيي العالم قدمت فيها المالوف. أيّ خصوصية موسيقية تحرصين على تفعيلها في مسيرتك هذه؟ مدارس الغناء العربي الأصيل، أم كلثوم وأسمهان لقد تدرّبت على الغناء العربي الأصيل، أغانيّ الخاصة كانت في نفس النسق مع الأخذ بعين الاعتبار الموجة الجديدة من التوزيع ومن الانتاج السمعي البصري والذي أعتقد بضرورته كالفيديو كليب والتواجد المتواصل، فأنا حريصة على الارتكاز على الطرب ومواكبة العصر في نفس الوقت. يعتبر حرصك على الطرب مجازفة منك في ظلّ ما يشهده المعهد الموسيقي من خلط الأذواق الى حدّ التناقض أحيانا؟ أعتبرها مجازفة خطيرة جدا ولكن أظنّ أني بدأت أكسب ثقة الجمهور الذي أصبح متفهّما لتوجّهاتي واختياراتي، فلا أطنب في الطرب الى حدّ الملل ولا في الايقاع ولكن أحرص على التوازن لذلك أصبح الجمهور يعرف مسبقا اختياراتي المتنوعة فيما تستعذبه الأذن، وأعتبر نفسي قد حققت مكسب الحضور الجماهيري الذي لم يخيب ظني في كل حفل أتواجد فيه. هل تعتبرين نفسك في أول أم في وسط الطريق؟ أعتبر نفسي في بداية المسيرة مادام انتاجي لا يضاهي أغاني أم كلثوم أو اسمهان وأحاول أن أمرّر انتاجاتي شيئا فشيئا فلا بدّ أن يسبق ذلك عمل اعلامي يمرّر تلك الأغاني الى الجمهور حتى يستصيغها ثم تلحقها الحفلات. هل تعتقدين بحلقة ناقصة في الأغنية التونسية تحول دون انتشارها خاصة وأن هناك من يتهم الملحن وآخرون الشاعر؟ لنا شعراء ممتازون وأيضا ملحنون ولكن الانتاج يتطلب امكانيات هامة ضخمة. أين أنت من هذا الانتاج؟ أنا بصدد انتاج أغاني ستظهر قريبا.