منتخب الكاميرون مفخرة القارة السمراء والفريق الذي يبقى في أعلى سلّم الترشحات لفعل شيء ما بحكم الخبرة والروح الكامنة خلف هذا المنتخب التي جعلته يستأسد في المحافل الدولية ويبقى هذا الاعتقاد سائدا في هذه المشاركة خاصة وأن المنتخب الهولندي يبدو الوحيد، عصيّ المنال على زملاء إيتو، في ما تبقى الحظوظ متساوية في مواجهة الدانمارك واليابان.. خرج منتخب الكاميرون من عنق زجاجة الاقصائيات بشقّ الأنفس بعد أن اقترب من الاقصاء في أكثر من مناسبة عندما أرّقته المنافسة الشرسة من منتخبي طوغو والغابون ليجد نفسه مجبرا على تجربة ثلاثة مدربين في اطار التصفيات بداية من الألماني أوتو بفيستر ثم طوماس نكونو قبل مجيء الفرنسي بول لوغوان لتحقق الكاميرون ما يشبه المعجزة بالتأهل كأول المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة. لوغوان المنقذ يمكن أن نطلق صفة المنقذ على المدرب الفرنسي بول لوغوان هذا الذي نجح في إعادة بناء المنتخب الكاميروني في وقت وجيز وساهم بشكل كبير في تحقيق التأهل بعدما حقق منتخب الأسود التي لا تروض بقياته لأربعة انتصارات في أربع مباريات، حملت الكاميرون الى جنوب إفريقيا وقد تسلّم لوغوان المولود في 1 مارس 1964، المهمة في جويلية 2009.. يخوض المنتخب الكاميروني مشاركته السادسة في المونديال بعد خمس مشاركات سابقة في 1982 و1990 و1994 و1998 و2002، وقد تمكن هذا المنتخب في 1990 من تحقيق انجاز إفريقي ليكون أول منتخب من القارة السمراء يبلغ الدور ربع النهائي، بقيادة المهاجم المخضرم حينها روجي ميلا قبل أن يعادل منتخب أسود التيرانغا (المنتخب السينغالي) هذا الانجاز في مونديال أوروبا واليابان 2002.. جاءت حصيلة الكاميرون في كأس العالم بمجمل 17 مباراة منها 4 انتصارات و6 هزائم و7 تعادلات سجل خلالها منتخب الأسود 15 هدفا وقبل 29 هدفا في مرماه. نحو الاقتراب من الانجاز القيمة الفنية للاعبي المنتخب الكاميروني تبقى صكّ الضمان الوحيد لهم إذا ما أرادوا تجاوز الدور الأول هذه المرة والابتعاد أكثر في المنافسة مستفيدين من عامل احتضان القارة السمراء للمونديال ما يعني أن كل الأفارقة سيدعمون زملاء ايتو لكن يبقى الضعف الدفاعي الفادح شوكة في خاصرة الكتيبة الكاميرونية ويتذكر الجميع ما حصل لهذا المنتخب في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، حينما كان لقمة سائغة لمهاجمي الفرق المنافسة بسبب الضعف الدفاعي ولا ننسى أن زملاء الحارس كاميني، كغيرهم من الأفارقة يعانون من هشاشة نفسية كثيرا مما أعاقت طموحهم نحو التألق العالمي حيث يرتكبون أخطاء ساذجة نتيجة لقلة التركيز في الوقت الذي يسير فيه المنتخب نحو الطريق السليم لذلك هدّد إيتو بعدم المشاركة بسبب انتقادات روجي ميلا له.. كل هذه المعطيات أخذها بول لوغوان بعين الاعتبار، وكانت البداية بتحديه الجميع وإعادة صونغ الى المنتخب رغم مردوده المتواضع ثم عمل في تجهيز المنتخب نفسانيا.. لوغوان يعوّل بالأساس على عناصر الخبرة، بداية من الحارس كارلوس ايدريس كاميني (26 سنة) حارس فريق اسبانيول برشلونة الاسباني، والمدافعين نيكولا نكولو (20 سنة) لاعب موناكو الفرنسي وأوريليان شيدجو (24 سنة) مدافع ليل الفرنسي وأوسو أوكوتو الظهير الأيمن لنادي توتنهام الانقليزي (26 سنة) وزميله في نفس الفريق سيبستيان باسونغ (26 سنة). متوسط ميدان أسود الكاميرون هو نقطة قوة هذا المنتخب حيث يضم ألكساندر سونغ (22 سنة) متوسط ميدان أرسنال ودجون ماكون (26 سنة) لاعب أولمبيك ليون وأشيل إيمانا (26 سنة) لاعب ريال بيتيس الاسباني وستيفان ميبا (23 سنة) لاعب أولمبيك مارسيليا وإيونغ إينو (23 سنة) متوسط ميدان أجاكس أمستردام الهولندي، في حين يقود الهجوم النجم إيتو (29 سنة) ومحمد إيديرسو (30 سنة) لاعب فرايبورغ الألماني وأشيل ويبو (27 سنة) مهاجم ريال مايوركا الاسباني.. أسماء تفرض الاحترام ولها وزنها في الملاعب الأوروبية لكن يبقى العنصر الذي يصنع الفارق في مثل هذه المحافل الكبرى هو الروح الجماعية للفريق والتجانس الى جانب الانضباط التكتيكي العالي لأن الكاميرون، وبحساب الفرديات تقدم نجوما من الدرجة الثالثة أو الرابعة مقارنة بنجوم المنتخبات الأخرى.