أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن عزمه ملاحقة المسؤولين الصهاينة عن مجزرة «أسطول الحرية»، فيما دعت شريحة كبيرة من الشعب الى شن حرب قاصمة ضد اسرائيل. وقال أردوغان موجها خطابه للصهاينة في يوم تشييع الشهداء التسعة الذين قضوا في الهجوم «لن ندع الامر يمر مرور الكرام» مرحبا في ذات الوقت بردود الفعل الدولية القوية ازاء الهجوم الاسرائيلي. واعتبر ان الهبّة الدولية لصالح القضية الفلسطينية أعادت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مجددا على جدول أعمال المنتظمات الدولية. وشدد على ان القاهرة حققت أول نجاح في المسألة بإقدامها على فتح معبر رفح الحدودي مع القطاع. وشجب رفض اسرائيل للانتقادات الدولية لها والتي رأت فيها تل أبيب «معاداة للسامية» قائلا لا أحد يصدّق هذا الامر. وشارك عدد كبير من الوزراء والمسؤولين الأتراك امس في تشييع الشهداء والصلاة عليهم في اسطنبول. طلاق بائن في ذات السياق اعتبر الرئيس التركي عبد ا& غول أمس ان الهجوم الصهيوني على «اسطول الحرية» ألحق أضرارا لا يمكن اصلاحها بالعلاقات التركية الاسرائيلية. وأشار غول الى ان العلاقات الثنائية لن تعود أبدا كما كانت عليه فيما مضى. واعتبر ان الحادث خلّف «ندبة» عميقة لا يمكن ازالتها في العلاقات مؤكدا انه أمر لا يمكن نسيانه او التغطية عليه. الحرب ثم الحرب شعبيا، أظهر استطلاع للرأي تأييد نسبة 52.8٪ من الشعب التركي قيام بلادهم بعمل عسكري ضد اسرائيل ردّا على مجزرة «اسطول الحرية». ونقلت صحيفة «وقت» التركية عن نسبة 71.5٪ من المشاركة في الاستبيان الذي شمل 166 ألف مواطن تأكيدهم على ضرورة استمرار أنقرة في اتباع مختلف الوسائل والطرق الديبلوماسية الى ان يتم التوصل الى نتيجة ترضي كرامة ومكانة تركيا. فيما عبّر 20.6٪ من المستجوبين عن عدم رضاهم عن التدابير المتخذة من قبل الحكومة للرد على الهجوم الاسرائيلي. في المقابل، أبدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب قلقها من تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن واشنطن منفتحة على شتى الطرق التي تضمن مصداقية التحقيق في الهجوم على اسطول الحرية. وأفادت المصادر ان أركان الحكومة الاسرائيلية شرعت في جهد ديبلوماسي مكثف للحيلولة دون تشكيل لجنة تحقيق دولية. وأضافت ان الاوساط العسكرية لن تسمح بتحقيق خارجي في ما حصل وان الجيش سيجري مثل هذا التحقيق. وشددت على ضرورة مواصلة الحصار البحري على القطاع لمنع دخول أسلحة اليه تهدد أمن وسلامة الاسرائيليين، على حد قولها.