السؤال الأول أنا شيخ كبير أحرص على الصلاة في المسجد لأنال ثواب الجماعة. عندما يقوم الإمام من السجود أو التشهد للركعة الموالية, فإني لا أستطيع أن أقوم بسرعة أحيانا فيكون الإمام قد أتمّ قراءة الفاتحة.هل أستطيع أن أقرا الفاتحة قبل أن أستوي قائما؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أنه لا صلاة بدون قراءة الفاتحة وأن محلّ قراءتها هو القيام إلآ للعاجز عن القيام نهائيا.وعليه فإن لم تجد فرصة لقراءة الفاتحة تتابع الإمام وتركع معه ولا تتأخر عنه تأخرا يخلّ بالمتابعة وذلك لوجوب متابعة الإمام بلا خلاف، وقراءة الفاتحة بالنسبة للمأموم فيها خلاف بين العلماء: بين من يوجبها في كل الحالات، وبين من يوجبها في حالة السر دون الجهر، ومن لا يوجبها في حالة السر ولا في حالة الجهر، ولكل منهم دليله.ولذا إني أنصحك أن تتابع الإمام في الركوع وفي غيرها وأن لا تشتغل بقراءة الفاتحة في غير حالة القيام حتى لا تفوتك الركعة والدليل هو قول النبي صلى الله عليه وسلم:( إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام) الترمذي. السؤال الثاني أنا تاجر جملة في المواد الغذائية المختلفة. كيف أقوّم بضاعتي حتى أخرج الزكاة؟ الجواب بداية نقول إن عروض التجارة هي كل ما أعدّه التاجر للبيع والشراء من أجل الربح , فيقوم التاجر بتقويم بضاعته في نهاية كل حول قمري ثم يخرج منها ربع العشر إذا بلغ النصاب الشرعي (3800د) بعد طرح الديون.والتقويم بالنسبة لك أيها السائل يكون بسعر الجملة. السؤال الثالث: إذا وجد إنسان قلادة من ذهب ولم يجد صاحبها, متى يجوز التصرف فيها؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن هذا يسمى في الفقه باللُقًطة, وأحكام اللقطة هي أن يعرّفها ملتقطِها سنة كاملة في أماكن تواجد الناس,فإن جاء صاحبها وعرّفها بما تتميز به سلّمت إليه ,وإن لم يُعرف صاحبها فلملتقطها أن يتصرف فيها بعد مرور سنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عرفها سنة ثم احفظ عفاصها ووكاءها، فإن جاء أحد يخبرك بها وإلا فاستنفقها). البخاري. السؤال الرابع وردت كلمة (نفس) في القرآن الكريم في عديد الآيات.ما هي دلالتها ؟ وماهي أنواعها؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن النفس لها دلالات كثيرة , فقد تطلق على الذات , وعلى الإنسان وحقيقته كما تطلق على قوتي الخير والشرّ في الإنسان. وهي على كل حال من أعظم الدلائل على قدرة اللّه في خلقها وأسرارها قال تعالى في قسمه بها، وهو لا يقسم إلا بالعظيم الخطير {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} (الشمس:7). إن هذه النفس توصف بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها، فإذا سكنت لأمر الله وأطاعته سميت النفس المطمئنة، قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً)(الفجر 27/28). وإذا لامت صاحبها عن التقصير في الطاعة سميت بالنفس اللوامة. قال تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (القيامة2). وأمّا إذا انغمست في الشهوات والمعاصي وخضعت للشيطان سميت بالنفس الأمارة بالسوء. قال تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(يوسف53). فأحسن أنواعها هي النفس المطمئنة، ثم النفس اللوامة التي يعبر عنها أحيانا بالضمير. السؤال الخامس منذ أن تزوجت وأنا أعيش في جحيم من جراء معاملة حماتي السيئة لي, حيث نغصت حياتي. فهي تسعى إلى اتهامي بشتى أنواع التهم زورا وبهتانا , وتعمل دائما على تأليب ابنها عليّ حتى يكرهني وتنفرد وحدها بحبّه . سيدي الشيخ إن حياتي جحيم وإني فكرت في الانفصال عن زوجي بسبب أمّه. ماذا افعل؟ الجواب إن كنت ما ذكرت صحيحا فهذا يدخل في أذية الناس وهي من الأشياء التي حرّمها الإسلام , وقد حذّر القرآن الكريم وكذلك السنّة النبوية الشريفة من ذلك ,منها قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (الأحزاب 58), وقال النبي صلى الله عليه وسلّم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) مسلم. إني أنصحك بالصبر على أمّ زوجك، ومقابلة مضايقاتها لك بالإحسان والصفح، ولا شك في أنك إن دمت على ذلك فترة، فإن طبيعتها ستتغير نحوك إلى الأحسن.كما ننصح زوجك بالتدخل بالصلح بينك وبين أمّه ولا يجوز له أن يطيع أمه إن أمرته بفعل شيء تجاهك فيه مخالفة للشرع، سواء كان ذلك فعلاً أو قولاً، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه.وأخيرا إذا كان في سكناك في بيت مستقل عن هذه المرأة حل لهذه المشكلة فالأولى أن تسعي أنت وزوجك لذلك، تفادياً للمشاكل مع حماتك.