هدّد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس مجددا باعتراض أي سفينة مساعدات دولية متوجهة الى غزة في وقت يترقب الجميع وصول سفينة «راشيل كوري» عصر اليوم الى القطاع المحاصر وسط مخاوف من أن تواجه مصيرا مشابها لمصير «أسطول الحرية». فقد صرح نتنياهو أمس بأن سفينة «راشيل كوري» القادمة من إيرلندا ستقاد الى ميناء أسدود حيث ستقوم اسرائيل بإفراغها وتفتيشها قبل نقل حمولتها الى غزة. وأشار نتنياهو الى أن «طاقم هذه السفينة رفض خلال الايام الاخيرة اقتراحا اسرائيليا بالابحار الى الميناء المذكور (أسدود) مع أنه حصل على وعود اسرائيلية بنقل حمولة السفينة الى القطاع». الطريق الى غزة في المقابل أكدت متحدثة باسم منظمي قافلة السفن الى قطاع غزة أن السفينة الايرلندية في طريقها الى غزة مباشرة ولن تتوقف في أي ميناء آخر. وأضافت المتحدثة أن السفينة محمّلة بمئات الاطنان من المساعدات بما في ذلك مواد بناء ومواد طبية. وقالت المتضامنة جيني غراهام من «غزة الحرة» احدى ركّاب «راشيل كوري» إن المتضامنين يواصلون إبحارهم الى قطاع غزة ولن يغيّروا مسارهم، متوقعة وصولهم قبالة سواحل غزة عصر اليوم. وأكدت غراهام في تصريح تلفزي ظهر أمس أن السفينة تبعد عن قطاع غزة نحو 170 ميلا، مشيرة الى أن الطاقم لم يتلق أية اتصالات من السلطات الاسرائيلية. وأضافت غراهام: «نحن بخير ومرتاحون وهادئون، ونتوقع من السلطات الاسرائيلية أن ترى أننا سفينة تحمل مساعدات ولا نريد عنفا، ولن نتعامل بالعنف ونأمل أن يمكّنونا من الوصول الى غزة بسلام». ويأتي ذلك خلافا لما قالته مصادر سياسية اسرائيلية صباح أمس من أن السفينة الايرلندية غيّرت مسارها ولن تصل الى شواطئ القطاع بسبب اكتشاف خلل فني في سفينة أخرى كانت سترافقها. تحذير... وإصرار وقد حذّرت الحملة الاوروبية لرفع الحصار عن غزة سلطات الاحتلال من التعرّض للسفينة الايرلندية، احدى سفن أسطول الحرية التي تخلّفت عن الركب، مشددة في الوقت ذاته على عزم المتضامنين على متن السفينة على الوصول الى القطاع المحاصر. وعبّر عرفات ماضي، رئيس الحملة عن قلقه من تكرار سيناريو الاعتداء على سفن «أسطول الحرية» الست والذي أسفر عن استشهاد 9 نشطاء وجرح العشرات. وأشار ماضي الى أن الاجواء التي سبقت الاعتداء على سفن الاسطول تتكرر حاليا مع السفينة «راشيل كوري» خصوصا في ما يتعلق بتشويش الاتصالات عليها وانقطاعها من حين الى آخر. من جهته أكد النائب مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية أن سفينة «راشيل كوري» لكسر الحصار عن غزة في طريقها الى القطاع وستصل اليوم. ونفى البرغوثي الانباء التي تحدثت عن عودة السفينة وقال إنها تبحر في طريقها الى غزة وإن المتضامنين مصمّمون على مواصلة مهمتهم الانسانية والوصول الى القطاع.