يعتبر مهرجان عقارب للفروسية بحساب السنوات «أبو المهرجانات في تونس» نظرا لعراقة هذا المهرجان وقدمه فهو مقبل هذه الصائفة على اكتمال سنته الخمسين بالتمام والكمال الى جانب تفرّده وتميزه بطابع شعبي كبير اذ يعتبر المتنفس الوحيد ثقافيا في فصل الصيف لأهالي معتمدية عقارب والقرى المجاورة بحكم خصوصية العروض وخاصة عروض الفروسية التي بصمته على مر السنين من سباقات متنوعة و«مداوري» وغيرها طبعا الى جانب السهرات الفنية وبعض العروض المسرحية الكبرى وبالتالي غالبا ما تراوحت بين الغث والسمين حتى ان أهالي عقارب أصبحوا ينتظرون بكل شغف هذا الموعد السنوي اذ تُحبس الانفاس ويتوقف أو يتأجل كل شيء الى ما بعد المهرجان او «الزيارة» كما يحلو لأهالي عقارب تسميتها. وخلال دردشة لنا مع بعض الأهالي وخاصة منهم الذين عاصروا فتراته الذهبية لا يتوانون في التعبير عن تذبذب مستوى المهرجان وفقدانه لبعض توهجه المعهود فلا تجد على الافواه الا كلمة «يا حسرة» هذه الكلمة مردها أولا قصر أيام المهرجان وتدنّي مستوى بعض العروض وضيق المكان المخصص لمتابعة السهرات الليلية وعدم وجود مسرح للهواء الطلق يؤمّن متابعة مريحة للعروض التي تسمى بالكبرى على غرار حفل بلقاسم بوڤنّة للسنة الماضية الذي واكبته جموع غفيرة عجّ بها الفضاء اذ تذمّر الأغلبية من صعوبة الاستمتاع بما قدّمه هذا الفنان من أغاني ولوحات رائعة. ملامح الدورة الجديدة في دردشة خاطفة جمعتنا بالاستاذ الحبيب بن حفصية مدير مهرجان عقارب للفروسية لم يُخف سعي هيئة المهرجان الى تطويره سواء كان من حيث فضاءات العروض او من حيث دسامة العروض وتنوعها وجعلها مستجيبة الى تطلعات جمهور المهرجان الذي سينطلق هذه السنة من 28 جويلية الى 01 أوت على امتداد خمسة أيام يعني بزيادة يوم اضافي على الدورات السابقة والى جانب تنشيط الشوارع بالفرق الشعبية المعتادة وعروض الفروسية التي تستقطب آلاف المتابعين هناك عروض فنية سيؤمّنها الفنان الواعد نور شيبة الى جانب الممثلة القديرة وجيهة الجندوبي في مسرحية «مدام كنزة» الى جانب سهرات الشعر الشعبي وبقية الفقرات التي سنعود اليها قريبا بأكثر التفاصيل.