أربعون عاما من العطاء المسرحي والتلفزي والسينمائي، عرف خلالها الكثير من النجاحات ولكن أيضا بعض الخيبات التي جعلته ينقطع احيانا عن ممارسة فنّه الذي عشقه وأعطاه الكثير... ابتعد ليمارس مهنا أخرى، لكنه سرعان ما عاد الى مهده الأصلي.. للوقوف على الركح وأمام الكاميرا في مسلسلات وأفلام لعل آخرها سيتكوم «شوفلي حل» الذي حقق من خلاله شهرة وشعبية كبيرة.. عن هذه المسيرة الحافلة بالأعمال والنجاحات والخيبات كان لنا حوار مع الفنان توفيق البحري.. * حاوره: المنصف بن عمر ٭ بحساب السنوات، كم عمر مشوارك الفني؟ أكثر من أربعين سنة. ٭ الخطوة الأولى، كيف كانت؟ الخطوة الأولى ضمن نادي المسرح بدار الثقافة ابن رشيق عندما كان يديرها المرحوم خالد التلاتلي ويشرف على النادي وقتها المرحوم فرحات يامون، وكانت المجموعة تضم عزالدين قنون وفتحي العكّاري ولسعد بن حسين ومحمد العوني (مدير مركز فن العرائس حاليا). ٭ وهل قدمتم أعمالا مسرحية؟ طبعا، وكانت باكورة أعمالنا مسرحية «في بلاد الهاو هاو».. ٭ أليست هذه المسرحية من انتاج فرقة المغرب العربي؟ لا، هي من انتاج نادي المسرح، وتم انتاجها بعد انضمام كمال التواتي وبدر الدين الشواشي والمنجي العوني والأمين النهدي والطيب الهدري للمجموعة. ٭ متى تشكلت فرقة المغرب العربي؟ عندما انطلقنا في الإعداد لمسرحية «فر فر» طلبوا منا تكوين جمعية لأن القانون يمنع النوادي من تقديم انتاجات، فتكونت فرقة المغرب العربي بإدارة المرحوم نور الدين القصباوي والتحق بالمجموعة مقداد السهيلي.. ٭ هل تذكر أهم الأعمال لهذه الفرقة؟ بعد «فر فر» قدمنا «الكرّيطة» و«القافزون» و«أولاد باب الله» وهي مسرحية افتتحت مهرجان قرطاج الدولي، وكانت أول مرة تفتتح فرقة تابعة لقطاع الهواة هذه التظاهرة.. ٭ هل شاركت في كل هذه الأعمال؟ لا، لقد انقطعت لفترة بسبب التحاقي بالجندية، لكن بعد انتهاء فترة الخدمة الوطنية عدت الى الفرقة فوجدت ان الأجواء لم تعد كما كانت. ٭ هل من توضيح؟ بعد النجاح الذي حققته الفرقة وأثناء وجودي في الجندية، اصيبت المجموعة بداء الغرور واحسست وكأنني غريب ومرفوض من عناصر الفرقة فانسحبت.. ٭ لكن الفرقة اندثرت؟ كان من الطبيعي ان تندثر. ٭ لماذا؟ لأن المداخيل المالية ارتفعت وطغت الحسابات الضيقة وكثرت الخلافات بين أفراد الفرقة فبدأت الانسحابات وتشتتت المجموعة. ٭ بعد المغرب العربي، أين حط بك الرحال؟ كانت لي تجربة قيمة وممتازة مع الفنان المرحوم حسن النكاع في مسرحية «نسخة طبق الاصل» صحبة زميلي فرج قعليش، وهي من نوع «الميم» بعدها كانت لي عدة تجارب أخرى مع نورالدين عزيزة في «ديد حانة» ومسرح الواحة مع المرحوم صالح ميلاد، ثم فرقة مدينة تونس للتمثيل في مسرحية «الخصومة» اخراج عبد المجيد لكحل ثم كانت لي تجربة مع المسرح الوطني وعدة فرق ومؤسسات أخرى الى أن بعثت شركة «يا مسهرني». ٭ أهم محطة في مشوارك الطويل؟ مسرحيا، أهم محطة كانت الانطلاقة، أقصد نادي المسرح بدار الثقافة ثم بدايات فرقة المغرب العربي. ٭ ما نعرفه انه كانت لك تجارب مهنية أخرى بعيدا عن المسرح والفن عموما؟ هذه صحيح، المسرح لم يكن يوفر لقمة العيش لذلك كنت أعمل كموظف ضمن مؤسسة حكومية، في الآن ذاته كنت أمارس المسرح كهواية لكن عندما شعرت انني لم أعد أوفق بين الفن والوظيفة قدمت استقالتي من الوظيفة واخترت المسرح، كما أنني انقطعت عن ممارسة رياضة كرة اليد، فقد كنت لاعب كرة اليد في الترجي. ٭ وهل اعتمدت على المسرح في حياتك؟ لا، تحصلت على رخصة سيارة أجرة وعملت «تكسيست» لفترة وعندما تكثفت التزاماتي الفنية سلّمت كل الوثائق للإدارة وركّزت على الفن. ٭ علاقتك بالتلفزة طيبة على ما يبدو؟ هي ممتازة جدا وأنا اعتزّ بانتمائي لهذه المؤسسة على الرغم من أنني لست من موظفيها.. ٭ متى بدأت علاقتك بالتلفزة؟ منذ «الأبيض والأسود» وأول تجربة كانت في سلسلة «جحا» اخراج علي منصور، وفي رصيدي الكثير من الأعمال ومنها مسلسلات «وردة» و«ماطوس» و«باب الخوخة» و«أخوة وزمان» و«الحصاد» و«حكم الأيام» وأشرطة تلفزية أخرى وسلسلات كوميدية مثل «إفهمني» و«عربونيكس»... وآخرها «شوفلي حل».. ٭ أهم تجربة تلفزية؟ بلا شك هي «شوفلي حل» وهذا طبيعي باعتبار انها دامت خمس سنوات، وهي سلسلة أحبها الجمهور وتفاعل مع شخصياتها، اليوم الناس لا تناديني باسم «توفيق» بل باسم «الباجي». ٭ «شوفلي حل» ستغيب هذا العام، برأيك هل ستترك فراغا؟ نعم، ستترك فراغا كبيرا، الكل يسأل عنها من الآن وكل ما أرجوه ان تستطيع الأعمال الجديدة ملء هذا الفراغ وأتمنى لها النجاح الذي حققته سلسلة «شوفلي حل». ٭ حسب الأعمال التي ذكرت، من المفروض ان تكون مرتاحا ماديا؟ الناس تعتقد ان الممثل يتقاضى أموالا طائلة وهذا غير صحيح، فأنا مثلا لا املك بيتا الى الآن، ومدين لصندوق التقاعد، إضافة الى ديون أخرى متخلدة بذمتي، المردود المالي ليس في مستوى العطاء، وحتى الإشهار لم أحقق منه شيئا، فشركات الانتاج استغلت طيبتي وقناعتي، أنا قنوع وأحمد الله على كل شيء، الشاشة أعطتني الشهرة ولكنها لم تعطني المال. ٭ هل أفهم أنك ندمت على اختيار الفن؟ لا، بالعكس،الفن أخرجني للضوء بعد ان كنت موظفا مغمورا ومنحني فرصة ان أترك شيئا يعتزّ به أبنائي بعدي، صحيح أشياء أدبية لكنها مهمة. ٭جديدك؟ مسلسل «المتاهة» اخراج نعيم بن رحومة وتأليف محمد الحيزي، هذا في التلفزة أما في الإذاعة فلي مشاركة في مسلسل «صدقني أمان» تأليف جلال الدين السعدي وإخراج محمد علي بلحارث الذي كان أول من دعاني الى العمل الإذاعي الذي أجده ممتعا. ٭ ومسرحيا؟ قدمنا ملفا للدعم حول مسرحية «انتبه أحلام» تأليف جلال الدين السعدي وإخراج لسعد بن يونس، تمثيل فتحي مسلماني وإيمان مبروك والباجي متريكس.