استمرت أمس الهجمات في مناطق عراقية عديدة موقعة خسائر اضافية في صفوف افراد الامن العراقيين وكذلك في صفوف الامريكيين وذلك غداة موجة التفجيرات التي استهدفت بالاساس كنائس مسيحية في بغداد والموصل واوقعت عشرات القتلى والجرحى. ونددت امس المرجعيات السنية والشيعية بقوة بهذه التفجيرات مؤكدة تورّط اياد اجنبية بما فيها «الموساد» الاسرائيلية لادامة حالة الفوضى بما يخدم مصلحة الاحتلال الامريكي. وكانت خمسة تفجيرات كبيرة بواسطة السيارات المفخخة قد ضربت اول امس وبشكل متزامن تقريبا كنائس لطوائف مسيحية مختلفة (الاشوريون والكلدانيون والارمن) واوقعت حسب حصيلة شبه نهائية 10 قتلى على الاقل و50 قتيلا. أياد أجنبية وهذه هي المرة الاولى التي تستهدف فيها الكنائس المسيحية في العراق منذ بدء الغزو الامريكي وهو ما اثار تساؤلات بخصوص الجهة التي تقف وراء هذه الهجمات غير المسبوقة. وكانت حكومة اياد علاوي قد سارعت الى اتهام ابي مصعب الزرقاوي لكن المرجعيات الشيعية والسنية لم تشر تحديدا الى الزرقاوي الذي يقول الامريكيون أنه يقود مجموعة من المقاتلين الاجانب من العراق، وانها اتهمت اطرافا اجنبية لها مصلحة في استمرار حالة الفوضى. ومن الجهات التي اتهمها شيعة العراق وسنّته بالتورط في تلك التفجيرات الكيان الاسرائيلي وتحديدا جهاز المخابرات الخارجية (الموساد). وأكّدت أمس هيئة علماء المسلمين التي تكاد تمثل كل العراقيين السنة انها ترى بصمات اطراف اجنبية في هذه التفجيرات متهمة هذه الاطراف بالسعي الى تقسيم الشعب العراقي. كما اتهمت الهيئة الاطراف ذاتها بأنها ترمي الى ادامة حالة ا لفوضى الامنية بما يخدم مصلحة المحتلين. واستبعد البيان تماما ان تكون موجة التفجيرات في بغداد والموصل من تنفيذ عراقيين، غير انها اكدت في الوقت ذاته انها تندد بمنفذيها مهما كانوا. وقدمت هيئة علماء المسلمين التي يرأسها الشيخ حارث الضاري تعازيها الى «الاخوة المسيحيين» ودعتهم الى ضبط النفس موضحة ان استهداف الكنائس جاء بعد استهداف مساجد السنة والشيعة. من جهته حمّل عبد الهادي الدراجي ممثل مكتب الشهيد الصدر في بغداد قوات الاحتلال مسؤولية تفجيرات اول امس الاحد متهما «الموساد» الاسرائيلي بالوقوف وراءها. ولاحظ ان الامريكيين مسؤولون عن هذه التفجيرات لانهم يحتفظون بالملف الامني. وفي بيان صادر امس عن مكتبه بالنجف، ندد المرجع الشيعي البارز علي السيستاني بالهجمات على كنائس المسيحيين ووصفها بالجرائم المروّعة، داعيا الى تكاتف جهود الحكومة والشعب لايقاف الهجمات التي تستهدف العراقيين. ورأى السيستاني ايضا ان تفجيرات اول امس تهدف الى ضرب وحدة العراق واستقراره واستقلاله. وفي وقت سابق من نهار امس كان البطريارك الكلداني ايمانوييل دلي قد دعا المسلمين والمسيحيين العراقيين الى التوحّد. هجمات بلا حدود وعلى الميدان تواصلت امس العمليات المسلحة ضد الامن العراقي بالاساس وكذلك ضد قوات الاحتلال. واعترف امس الجيش الامريكي بمصرع احد جنوده متأثرا بجروح اصيب بها فجر اول امس اثر تفجير عبوة ناسفة في آليات امريكية في سامراء. وكان قد قتل في هذا الهجوم جندي آخر وجرح آخران احدهما الذي توفي لاحقا. وبعد ساعات من تفجير في الموصل استقر عن مقتل عدد من افراد الامن في حي «سومر»، قتل مساء اول امس في كركوك 3 من افراد الشرطة المحلية برصاص مسلحين بينما كانوا يتناولون الاكل في مطعم. وفي اللطيفية جنوبي بغداد قتل امس احد افراد قوة الحرس الوطني العراقي وجرح 3 اخرون في كمين نصبه مسلحون. وكان قتيلان قد سقطا اول امس في بغداد في تفجير كان يستهدف القوات الامريكية. وكانت الفلوجة قد شهدت في الليلة الفاصلة بين السبت والاحد قتالا بين المقاومة وقوات الاحتلال. وأسفرت المواجهات التي تخللها قصف امريكي عن استشهاد 10 عراقيين على الاقل وجرح العشرات وطالبت عشائر الفلوجة حكومة علاوي بالضغط على القوات الامريكية لوضع حد لاعتداءاتها على المدينة والالتزام بالهدنة التي تم التوصل اليها قبل حوالي 3 أشهر.