عصفت أمس موجة أخرى من الهجمات بمراكز الانتخابات وبأهداف أمنية مختلفة عشية الانتخابات التي استبقتها حكومة أياد علاوي المعنية بعزل العراق عن العالم الخارجي من خلال اغلاق الحدود والأجواء وحتى المدن في ظل استنفار أمني شامل... وعشية هذه الانخابات استمرت المقاومة في استهداف المحتلين حيث قتل مساء أمس أمريكيان وجرح آخرون في قصف صاروخي على السفارة الأمريكية في غداد. وذكر مصدر من السفارة لوكالة الأنباء الفرنسية ان قذيفة (صاروخية أو مدفعية) واحدة أصابت بناية ملحقة بالسفارة التي تقع ضمن «المنطقة الخضراء» وهي المجمع الرئاسي السابق وسط بغداد. وقبل أقل من 24 ساعة من فتح مكاتب الاقتراع في المدن العراقية أمام الناخبين تعددت الهجمات على مراكز الانتخاب وعلى قوات الأمن العراقية مخلفة عديد القتلى والجرحى... «عاصفة» هجمات... وعزلة كاملة وقتل أمس جنود عراقيين و مدنيين حين فجر رجل نفسه في مركز اقتراع في بلدة «خانقين» بمحافظة «ديالي» مسافة 180 كيلومترا الى الشمال الشرقي من بغداد غير بعيد عن الحدود مع ايران. وجرح آخرون في الهجوم الذي وقع بينما كان عمال يقومون بوضع حواجز حماية حول مركز الاقتراع. وحسب مسؤول كردي في السليمانية فإن الرجل الذي فجّر نفسه داخل مركز الاقتراع القريب من مكتب ارتباط عسكري أمريكي عراقي، سوداني الجنسية وينتمي الى تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» الذي يفترض أن قائده أبو مصعب الزرقاوي. وفي المقدادية القريبة من بعقوبة بمحافظة «ديالي» أيضا قتل عنصر من الشرطة في هجوم على مركز انتخاب في حين جرح عسكريون ومدنيون عراقيون في هجوم على مركز آخر في بلدة الحويجة قرب كركوك. كما تم تفجير مدرستين كانتا ستستخدمان كمركزين للتصويت في بلدة بيجي بين الموصل وتكريت اللتين شهدتا بدورها عدة هجمات على مكاتب التصويت. وفي الرمادي هاجم مقاتلون عراقيون أمس 3 مراكز اقتراع كان الجيش الأمريكي قد فتحها للتو. وفي الوقت الذي تقول فيه المفوضية العليا للانتخابات انها خصصت 40 مكتب تصويت لسكان محافظة الأنبار اظهر استطلاع للرأي أن الأغلبية الساحقة من مواطني الأنبار بما في ذلك الرمادي والفلوجة لن تصوت في هذه الانتخابات وفي الأنبار أيضا شهدت أمس مدينة «هيت» مواجهات بين قوات الاحتلال المدعومة بالجيش العراقي ومقاتلين بعد قيام الجنود الأمريكيين بتوزيع منشورات تدعو السكان الى التصويت في الانتخابات. وفي بغداد تعرض مكتب اقتراع في حي الجامعة لاطلاق النار بينما وقع تبادل كثيف للنيران وسط بغداد التي خلت شوارعها الى حد كبير من المارة في ظل المخاوف من التفجيرات. وفي سياق الاجراءات الأمنية التي حولت بغداد ومدنا عراقية أخرى إلى ما يشبه الثكنات أو القلاع العسكرية المحصنة، قامت القوات الأمريكية والعراقية صباح أمس باغلاق الجسور في حين كان منع التجول ليلا قد بدأ يسري منذ مساء الجمعة. وكانت الحكومة المعينة قد أغلقت الحدود مع الدول المجاورة. وأغلقت أيضا مطار بغداد زيادة على فرض منع التجول ليلا في أغلب المدن. وفي مدن كالنجف منع العراقيون من غير سكان المدينة من الدخول اليها أثناء فترة الانتخابات. وفي حصيلة تشير الى المخاطر المحدقة باقتراع اليوم الأحد تعرض ما يزيد عن 60 مكتب انتخاب على الأقل في مختلف مناطق العراق لهجمات نوعية منذ أول أمس الجمعة والى غاية أمس السبت. وبالتوازي مع ضرب مراكز الانتخاب قتل من أفراد الشرطة العراقية قرب الموصل وقتل آخر في «المدائن» جنوبي بغداد. وعشية الانتخابات أعلن رئيس الوزراء العراقي المعين اياد علاوي تمديد حالة الطوارىء لمدة شهر. وغداة مصرع 7 عسكريين أمريكيين (بينهم قائدا المروحية التي أسقطت جنوب غربي بغداد) تواصلت هجمات المقاومة على القوات الأمريكية في أكثر من منطقة عراقية. واشتبكت أمس المقاومة مع القوات الأمريكية في بغداد وهيت والرمادي التي كانت قد تعرضت أول أمس لغارات جوية أمريكية واضطرت أمس القوات الأمريكية للانسحاب من وسط مدينة سامراء اثر مواجهات مع المقاومة قتل فيها عدد من أفراد الجيش العراقي الجديد.