أعطت المباراة الودية الأخيرة للمنتخب السويسري التي تعادل فيها مع بطل العالم المنتخب الإيطالي دفعا معنويا مهما لهذا المنتخب من أجل خوض النهائيات بطموح أكبر بعد أن سادت حالة من القلق الشارع الرياضي في سويسرا بعد المردود الهزيل لمنتخبهم في الاختبارات الودية السابقة. رغم كل ما قيل فإن المنتخب السويسري حقّق نجاحا باهرا في التصفيات حينما تصدّر مجموعته في الطريق إلى جنوب إفريقيا برصيد 21 نقطة من 6 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة. تاريخه في كأس العالم منتخب «لاناتي» ليس بالغريب عن كأس العالم فالتاريخ يحفظ له أنه كان حاضرا منذ النسخة الثانية لهذه البطولة في إيطاليا عام 1934 حينما بلغ هذا المنتخب الدور ربع النهائي لتستقر مشاركاته السابقة على 8 مشاركات بلغ خلالها الدور ربع النهائي في ثلاث مناسبات 1934 و1938 و1954 وبلغ ثمن النهائي في مناسبتين عامي 1994 و2006 ما يعني أنه خرج منذ الدور الأول في ثلاث مناسبات فقط سنوات 1950 و1962 و1966 وبالمحصلة حقق هذا المنتخب خلال مغامراته المونديالية الثمانية 8 انتصارات و5 تعادلات و13 هزيمة من مجموع 26 مباراة خاضها سجّل خلالها 37 هدفا وقبلت شباكه 51 هدفا. منتخب طموح في مجموعة تضم إسبانيا والهندوراس والشيلي يطمح المنتخب السويسري في الحصول على المرتبة الثانية التي تعني الترشح إلى ثمن النهائي معتمدا في ذلك على خبرة مدربه الألماني أوتهار هيتسفيلد (من مواليد 12 جانفي 1949) الذي تولى المهمة منذ نهاية كأس أمم أوروبا 2008 التي احتضنتها سويسرا مع النمسا وهو مدرب عرف بتجربته الواسعة مع الفرق، فهو من الفنيين القلائل الذي تمكنوا من الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين (بوروسيا دورتموند في 1997 وبايرن ميونيخ في 2001) واقترن اسمه بالنجاح مع الفريق البلغاري هذا المدرب يقر بصعوبة المهمة فقد قال عقب هزيمة منتخبه في مباراة ودية سبقت المونديال أمام الأوروغواي بنتيجة (31). «هذه النتيجة ستخدمنا من أجل التقدم نحو الأمام حيث عرفنا المستوى الذي يجب أن نبلغه ونحن ننافس في كأس العالم وعلمنا مدى الجاهزية التي سيكون عليها منافسين مثل الشيلي وهندوراس وهو ما يجعلنا مطالبين بمزيد من العمل فلا يجب أن نعتمد فقط على الحظ بل يجب أن نتعلم من أخطائنا». المنتخب السويسري عرف تطورا مطردا في المستوى في السنوات الأخيرة بفضل كتيبة من المحترفين في الملاعب الأوروبية بداية بحارس المرمى دييغو بيناليو (26 سنة) حارس فريق فولفسبورغ الألماني المتألق والمعروف بتصدياته الحاسمة. أما محور الدفاع فهو يتكون من فيليب ساندروس (25 سنة) محترف فريق إيفرتون الانقليزي والمدافع السابق لميلان الإيطالي، ويلعب إلى جانبه في المحور ستيفان غريشتينغ (31 سنة) مدافع فريق أوكسير الفرنسي، أما على الجهة اليمنى فنجد زميل الشيخاوي في فريق زيوريخ السويسري لودوفيك ماغنين (30 سنة) في حين يلعب في مركز الظهير الأيسر ستفيان ليشتستينر (26 سنة) مدافع فريق لازيو الإيطالي. أما في خط وسط الميدان، فهو يتكون من لاعب الارتكاز الواعد غويكامن إينلير الذي من المنتظر أن يكون أحد اكتشافات كأس العالم يبلغ من العمر 25 سنة ويلعب ضمن فريق أودينيزي الإيطالي، ويلعب إلى جانبه بنجامين هوغيل (32 سنة) متوسط ميدان بازل السويسري في حين نجد في مهمة التنشيط الهجومي على الرواقين كل من ترانكيو بارنيتا (24 سنة) لاعب فريق بايرن ليفركوزن الألماني وعلى الجهة اليمنى المخضرم هاكان ياكين (33 سنة) لاعب لوكرين البلجيكي... في حين يتكون خط الهجوم من لاعبين أصحاب خبرة يقودهم قائد الفريق ونجمه الأول أليكسندر فري (30 سنة) مهاجم فريق بال السويسري بمساندة بليز نكونو (34 سنة) مهاجم فريق تفينتي الهولندي دون أن ننسى الموهبة الصاعدة المتمثلة في اسم المهاجم إيرين ديرديك (21 سنة) مهاجم فريق ليفركوزن الألماني... الأمل يبقى قائما بالنسبة لسويسرا في مجموعة يقف فيها المنتخب الإسباني في مرتبة أعلى من الجميع في حين ستكون لأحكام الكرة الكلمة الفصل في تحديد سقف طموحات بقية منتخبات المجموعة الثامنة.