نشرع اليوم في تقديم منتخبات المجموعة الخامسة التي تضم المنتخب الهولندي بصفته رئيس المجموعة الى جانب الدانمارك واليابان والكاميرون.... المنتخب القادم من البلاد المنخفضة قدم بطاقة تعريفه الكروية كالفريق الأكثر امتاعا في العالم فارضا بذلك احتراما كبيرا من خلال الكرة الشاملة التي اخترعها أحفاد يومان كرويف جاعلين المتتبعين يفضلون مشاهدة المنتخب البرتقالي على مشاهدة أي فريق آخر في العالم بما في ذلك أصحاب الأداء الفرجوي مثل البرازيل والارجنتين... في اطار الاقصائيات قدم الهولنديون انذارا شديد اللهجة لكل المنتخبات المشاركة مفاده أنهم قادمون الى القارة السمراء من أجل البصم على لقبهم العالمي الأول في تاريخهم، حيث حقق هذا المنتخب 8 انتصارات من جملة 8 مقابلات خاضها جامعا في رصيده 27 نقطة وقبلت شباكه هدفين فقط.... تاريخ محترم شارك المنتخب الهولندي في نهائيات كأس العالم 8 مرات سابقة منذ النسخة الثانية في 1934 في ايطاليا لتتلخص مشاركاته في 36 مباراة أحرز خلالها 16 فوزا و10 تعادلات و10 هزائم مسجلا 59 هدفا ودخل مرماه 38 هدفا، آخر المشاركات كانت في مونديال 2006 بألمانيا حينما بلغ هذا المنتخب الدور ثمن النهائي في حين ترك حرقة كبيرة في نفوس عشاق كرة القدم العالمية حينما غاب عن نهائيات كوريا واليابان والحقيقة أن هذا المنتخب متعود على هذه المفاجآت غير السارة فعادة ما يكون عرضة للاقصاء من التظاهرات الكبرى بسبب بعض التفاصيل الثانوية قد لا تكون لا علاقة لها بكرة القدم في بعض الاحيان. هشاشة دفاعية قاتلة اللغز الذي قتل الهولنديين وحرمهم من دخول التاريخ رغم الكرة الجميلة التي يقدمونها هو أسلوبهم الهجومي المطلق تطبيقا لنظرية الكرة الشاملة، عندها يندفع الفريق نحو الهجوم تاركا فجوات دفاعية مثلت على مر السنين نقطة الضعف الوحيدة ومصدر الازعاج لهذا الفريق هذا بالاضافة الى قلة اللياقة البدنية الذي كثيرا ما خانت هذا المنتخب ويذكر الجميع ما حصل في ربع نهائي كأس أمم أوروبا 2008 حينما عرف الدب الروسي من أين يؤكل الكتف الهولندي وتمكن بالاطاحة به بعد أن فرض عليه نسقا رهيبا لم يستطع زملاء شنايدر على مقاومته في انجاز يحسب للداهية ميدينك الذي كان يقود المنتخب الروسي وقتها وهو هولندي يعرف منتخب بلاده أكثر من غيره هذه المشكلة تعود الى سببين: أقلها استمتاع اللاعبين وهم يلعبون ما يجعلهم ينسون واجباتهم الدفاعية ثم ان هذا المنتخب يعج بالمواهب الهجومية في حين تغيب الأسماء الدفاعية الكبرى. نحو تصحيح المسار هذه المرة يرفض الهولنديون مجانبة الانجاز التاريخي مرة أخرى، لكن المؤشرات الأولية توحي بأن هذا المنتخب قد يقع في نفس الخطأ السابق... يقود المنتخب البرتقالي، ابن البلد بيرت فان مرفيك المدرب السابق لفريق أيندهوفن الهولندي من مواليد 19 ماي 1952 تولى المهمة في جويلية 2008 خلفا للأسطورة مازكو فان باستن، ويبدو من خلال التشكيلة التي اختارها أنه سيواصل الاعتماد على نفس الفلسفة الهجومية حيث تضم القائمة 9 لاعبين يتمتعون بنزعة هجومية وهم ابراهيم أفيلاي، الهولندي من أصل مغربي، لاعب ايندهوفن الهولندي (24 سنة) وأرين روبين (26 سنة) وويسلي شنايدر (25 سنة) ورافيل فان درفارت (27 سنة) ورايان بايل مهاجم ليفربول الانقليزي (23 سنة) وايلانو ايليا، مهاجم هامبورغ الألماني (23 سنة) وهانتيلار مهاجم ميلان الايطالي (26 سنة) وروبين فانبرسي مهاجم أرسنال الانقليزي (26 سنة) في حين يضم خط الدفاع أسماء أقل قيمة مثل خالد بلحروز الهولندي من أصل مغربي (28 سنة) مدافع شتوتغارت الألماني وجوني هايتنغا مدافع ايفرتون الانقليزي (26 سنة) ويوريس ماتيزن مدافع هامبورغ الألماني (30 سنة) في حين يعول المدرب فان ميرفيك في خط الوسط على عنصر الخبرة متمثلا في صهره مارك فان يوميل (32 سنة) متوسط ميدان بايرن ميونيخ الألماني والمخضرم جيوفاني فان بروكهورست (35سنة) متوسط ميدان فينورد روتردام الهولندي، أما حراسة المرمى لم يجد بديلا للعملاق فان درسار (39 سنة) حارس مانشستر يونيتد الانقليزي... المهمة لا تبدو صعبة اذا ما تحدثنا عن امكانية تجاوز الدور الأول، لكن الامر قد يزداد تعقيدا كلما تقدمت المسابقة والهدف هو تجاوز أخطاء السابق والذهاب بعيدا في السباق وربما تحقيق اللقب الغالي.