ترددت في بداية الأسبوع أنباء عن تعاقد الترجي الجرجيسي مع المدرب المتخلق محرز الميلادي للإشراف على حظوظ فريق عاصمة الزياتين خلال الموسم الجديد، لكن يبدو أن الزيجة أبطلت في المهد نظرا لتباين وجهات النظر بين الميلادي ومسؤولي الترجي الجرجيسي. ولا شك أن رغبة مسؤولي ترجي الجنوب في التعاقد مع الميلادي لم يكن من أجل سواد عينه أو بسبب أصوله «الجرجيسية» بل لأن الرجل أثبت كفاءته أينما درّب وترك بصماته في حله وترحاله بين عديد الأندية التي أشرف على حظوظها على غرار جمعية مقرين والأولمبي للنقل وغيرهما وذلك بفضل تراكم عامل الخبرة لديه ونجاحه في تسيير اللاعبين وذكائه في إختيار الخطط التكتيكية التي يعتمدها للإيقاع بالمنافسين وهدوئه على خط التماس الذي يسمح له بقراءة تطورات اللعب عن روية. وهي عوامل بتنا نفتقدها في الفنيين هذه الأيام سواء منهم من الذين يشرفون على أنديتنا أو على منتخباتنا والذين تتسم تحركاتهم وحركاتهم بطابع بهلواني يكشف خواء مخزونهم الفني وحتى التربوي. وفي لقاء جمعنا بالمدرب محرز الميلادي لبيان حقيقة الإتصال من عدمه والخطوات التي تم قطعها أكد أنه فعلا وقع الإتصال به من قبل بعض الأعضاء في هيئة ترجي جرجيس الذين عرضوا عليه فكرة تدريب فريقهم خلال الموسم القادم، وأضاف أنه لم يمانع في الأمر بل وكانت موافقته تلقائية، وذلك ليس لأن الأمر سيفتح أمامه أبواب الشهرة على مصراعيها وهو الذي بقي حبيس تدريب الأندية من أقسام دنيا فهذا الأمر لا يثيره مطلقا لأن له قناعة ذاتية بأنه لن ينال إلا ما كُتب له، بل لأنه يعتقد أن من أبسط واجباته على فريق موطنه أن تكون له بصمة فيه وعليه ناهيك انه يعتقد في قراره نفسه أنه قادر بفضل ما إكتسبه من تجارب على مدى سنوات عديدة في مجال التدريب على تقديم الإضافة لترجي الجنوب. ويواصل الميلادي كلامه بالقول أن وجهات النظر بينه وبين مسؤولي فريق «العكّارة» لم تلتق في عدة نقاط يعتبرها جوهرية وهامة ويراها مؤثرة على مدى نجاحه مع الفريق من عدمه منها على وجه التحديد المسائل المالية، فالرجل يقول إنه سيضحي بعائلته التي تقيم في العاصمة وسيضطر إلى حياة «العزوبية» من جديد وفي صورة رغبته في التنقل على الأقل مرة في الأسبوع إلى العاصمة للإطلاع على أحوال العائلة فإن ذلك سيكلفه مصاريف كبيرة، لكن يبدو أن المشرفين على فريق الزياتين لم يقدروا الرجل قدره فعرضوا عليه أجرة لم تكن مشجعة ولا ترتقي إلى مستوى مدرب سيمرن فريقا في الرابطة المحترفة الأولى، كما أنها لا تقارن بالجرايات التي كان يتحصل عليها مدربون أشرفوا سابقا على تدريب الفريق. ويبدو أن هيئة الترجي الجرجيسي اعتقدت أنها ستعمل «مزية» على الميلادي عندما تمنحه تدريب فريقها وقد يكون ذهب في خلدها أن الرجل من أولئك الإنتهازيين الذين ينتظرون مثل هذه الفرصة في المنعطفات خاصة أنه لم ينل «شرف» تدريب فريق في الرابطة المحترفة الأولى وبالتالي تصوّروا أنه سيقبل بأي أجرة يعرضونها عليه، لكن فاتهم أنهم يتعاملون مع مدرب يقدّر إمكانياته ويعرف قدره ويأبى التمسّح على الأعتاب من أجل تدريب أيّ ناد مهما علا شأنه بأقل ممّا يستحق. وحول وجهته القادمة خاصة أنّه مدرب أثبت نجاحه أينما درّب ذكر الميلادي أنه حاليا في حلّ من كل إرتباط ولو أن هنالك بعض العروض التي يدرسها عن رويّة لأنّ رغبته في تحقيق النجاح تحتم عليه التدقيق جيدا وعدم قبول أيّ عرض مهما كان. وحول ما إذا كان سيواصل التجربة مع الأولمبي للنقل قال بأنّ مهمته مبدئيا إنتهت مع الفريق بانتهاء الموسم الفارط الذي وُفق فيه إلى تحقيق الصعود مع فريق الملاسين وترجّل من الحافلات التي تركها في عهدة أصحابها، لكن صعوده إليها من جديد لم يُطرح بعد.