أجّلت احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس مؤخرا النظر في قضية قتل تورّط فيها شاب متهم بقتل صديقه بمنزل مهجور بجهة رادس. وقد أجلّت المحكمة النظر في القضية لتتمكّن من الحصول على تقرير من احدى شركات الهاتف الجوال حول المكالمات الهاتفية المجراة وغير المجراة بين الهالك وصديقه المتهم بقتله، وذلك استجابة لطلب لسان الدفاع الذي دفع عن منوبه التهمة، وافترض أن يكون الهالك قد سقط من علوّ الطابق الأول للبناية المهجورة بسبب حالة السكر التي كان عليها، إذ واصل الشرب على مدى زمني يتجاوز الأربع وعشرين ساعة. وقال المحامي «إن الهالك وصديقه المتهم وهو منوّبه، كانا يتداولان على الطابقين الأرضي والعلوي، للسكر، وأنه في ساعة ليل كان الظلام فيها حالكا، توجّه المتهم للتزوّد من جديد بكميات من الخمر لإكمال الجلسة»، وقال المحامي ان منوبه عندما عاد لم يجد صديقه فاتصل به هاتفيا ولكنه لم يردّ، فبدأ بتتبع صوت رنين الهاتف الى أن عثر عليه دون حراك في الأرضية فاتصل بالحماية المدنية وبالاسعاف وأبلغ عما حدث. في حين ترى النيابة العمومية الوقائع خلاف ذلك، إذ جاء في ملفات القضية بأن الصديقين كانا بحالة سكر مطبق، وقد نشب بينهما خلاف بسبب اتهام الهالك للمتهم بسرقة قطع مصوغ ومبلغ مالي كانا على ذمته، لذلك تعمّد دفعه من الطابق العلوي ليرتطم بالواقي الحديدي للنافذة ثم يسقط بشكل عنيف مما أدّى الى وفاته. وجاء في ملفات القضية بأن المتهم حاول طمس القرائن، إذ اتصل بالحماية المدنية وبالاسعاف، ثم غادر نحو منزله لينام الى اليوم الموالي قبل أن يُلقى عليه القبض. المحامي قال ان ما قدمته النيابة العمومية لا يمكن أن يلغي السيناريو المفترض الذي قدمه الدفاع، مما يعني أن تصوّر الجريمة ظلّ من باب التوقّع والافتراض والتمثل وبالتالي يبقى ضمن دائرة الشك. وحسب القانون الجزائي التونسي، فإن المهم هو من ينتفع بقرينة البراءة إذا كانت التهمة تحوم حولها بعض الشكوك، ورأى لسان الدفاع بأن الادانة في المادة الجزائرية يجب أن تُبنى على اليقين وليس على التخمين. وللتثبت أكثر، وأمام تمسّك المتهم بنفي التهم، فلقد طلب المحامي المزيد من التحرّي وذلك بالاستئناس الى رأي احدى شركات الهاتف الجوال، وسؤالها عن امكانية تسجيل الموزعات للمكالمات الهاتفية غير التامة أي المسجلة غيابيا، وذلك للتثبّت من صدقية سيناريو بقاء المتهم بصدد البحث عن صديقه دون أن يكون على علم بوفاته. ورجّح المحامي أن يكون الهالك قد قتل بعد معركة مع شبان آخرين، خاصة وأن له الكثير من الأعداء الذين يعرفون مكان سكره ليلا. المحكمة بعد أن استمعت الى كافة أطراف القضية رأت الاستجابة الى طلب الدفاع وذلك بمراسلة احدى شركات الهاتف الجوال لتقديم تقرير حول المكالمات التامة وغير التامة، وقرّرت تأجيل النظر في القضية الى موعد لاحق في جوان الجاري.