٭ قرأت لفاطمة المرنيسي: «عندما تكونين سجينة ، عزلاء خلف الجدران، محشورة في جسد، فأنت تحلمين بالفرار، يكفي أن تصوغي هذا الحلم لكي ينفتح السحر ، وتختفي الحدود، الأحلام يمكن أن تغير حياتك ، بل ربما أمكنها أن تغير العالم، في النهاية، والتحرر يبدأ عندما تأخذ الصور في الرقص، في رأسك الصغير، وتبدئين في ترجمتها إلى كلمات». الكلمات لا تكلف شيئاً: ٭ كانت ستي تقول إن للمرأة طقوسا لا بد أن تحافظ عليها حتى تكون إمرأة وست بيت محترمة، في أي ربع ساعة من الأربع وعشرين ساعة دوامة شغل يمكنني أن أمارس بعض تلك الطقوس كي أصبح إمرأة، وإن واصلت تجاهلها هل سأستيقظ لأجد أن عندي شاربين ولحية ؟ ٭ الشم أقوى الحواس، أغمض عيني وأحاول إيجاد رائحة محمومة في الفراغ، أحاول إيجاد مادة حقيقية ... من الحلم. يعتريني دوار، أتكور داخل حلمي، أمواج تخلق جنين النشوة، شيء ما في داخلي يرتجف ويتحول إلى فراشة. ٭ بعد صمت طويل ، كائن حي دق بابي، فتحت، وجدت عرافة تزحف نحوي كدودة الأرض، أمسكت يدي وقرأت كفي، اصفر وجهها، باحت لي الكثير عن لعنتي الأبدية منذ التفاحة الأولى، ثم أخبرتني عن المساحة الإفتراضية التي تنتظر أيامي، عن هوى جسدي في قرار البيت، عن كفي على جدار أبحث عن شبح، عن القبل المحمومة في الفراغ، رحلت العرافة .... وتصدرت أحلامي ثانية عالمي الإفتراضي. ٭ لم يأت بعد، لكن أتخيل أن الأرض ستأخذ شكلاً هندسياً جديداً، ربما ستستسلم نفسي لنفسي، وأغرق في سرير من الياسمين، ثم أنام مئات السنين. ٭ الغرفة تضيق لتصبح مربع ضوء يرسل رسائل مختصرة، أشكال هندسية متحولة، أخذت تضيق حول جسدي ، ترسم نوافذ متوالية بلا ملامح، صورته كاريكاتورية طريفة ضاحكة، أهي هو؟ تتسع النافذة تضيق، أبحث عن المدى في نافذته، تتحول النوافذ إلى جدران، وتنفلت الغرفة من حالة الإتساع آخذة شكلاً من الضيق، يواعدني، ثم يلومني، بالكاد أتنفس، أقف، أستنشق الهواء، أنزلق عبر مسام جسدي، ما الذي يحدث هناك في الداخل؟ الصورة تضحك، هل مدت لسانها ساخرة مني، منذ أسبوع كانت صورة عبوس، أهرب إلى ما تبقى من الحلم بعد رحيله، أجد نفسي مع نفسي، مع الجدران والكتب وبقية الخرافة. ٭ أعتقد.. لا.. أتوق أن يكون حبيبي وأن يبللني ذات صباح «بركوة» مطر، وعبق ياسمين، وقبلة من السماء السابعة. ٭ إمرأة من غيم ... من ورق ... من زجاج مهشم، سأتبخر ... سأكون ذرات متناثرة في الفضاء الواسع، ذرات لن تلتقي إلا صدفة، ستلتقي ككلمات متقاطعة. ستلتقي كإنفجار صدى آهة طويلة. ٭ لم يبق إلا... لنا... في الحياة جذور الجنون. جنون الجنون. الجنون. ٭ منذ مدة وأنا على صهوة الحلم... قد يخدع الحلم بوابة الذاكرة. ٭ إحساس ما, يشدني كالوتر، يؤلمني، أي خيانة تلك أن تتسلل ليالي لن أسهرها، إلى شراشف سريري الأبيض. ٭ هو الفجر وأنت لست هنا، لن أودعك، مباحة بدع يدي، أنسج نفسي حولك، أندس في ثنايا الشوق، أشع في خيوط اللهب ، أجرح ملامح الوقت ، أتسرب إلى عينيك، ألملم عنك إبحاراً يشبهني، أنحسر عن ضباب قصائدي، لتراني شفافة، أخرج... من... زينتي... إليك. تنسج نفسك حولي... مباحة بدع يديك.