ولد محمد مخلوف مؤلف كتاب «شجرة النور الزكية» بمدينة المنستير سنة 1280ه حفظ القرآن الكريم حفظا جيدا ودرس الحساب والعلوم الفقهية ونبغ فيهما ورغم نبوغه توقف عن مواصلة التعلم لفترة تواصلت على امتداد 4 سنوات قبل ان يرسله والده الى الحاضرة وهناك دخل جامع الزيتونة المعمور حيث كرع من مناهل اصول العلوم وفروعها. فقرأ على المشائخ الاجلاء محمود بيرم ومحمود بلخوجة ومحمد بلخوجة وأحمد مراد وسالم بوحاجب ومحمود بن محمود وغيرهم من ابرز الفقهاء والعلماء. وقد تحصل على شهادة التطويع سنة 1307 وهي رتبة تؤهل صاحبها الى الانضمام الى سلك العدول المنفذين. مسيرته المهنية أسندت اليه وهو في اوج شبابه مهمة التدريس بجامع الزيتونة المعمور قبل ان يتولى في سن الثالثة والثلاثين التدريس بالمنستير ثم الافتاء بقابس والقضاء بها. وفي سنة 1319 أسندت اليه خطة قضاء المنستير والخطابة بجامعها الكبير وارتقى سنة 1355 ه الى رتبة باش مفتي المنستير ورئاسة مجلسها الشرعي حتى وافاه الأجل المحتوم في العشرين من جمادى الاول سنة 1360 ه الموافق للخامس عشر من جوان سنة 1941 ميلادي تاركا من نسله 3 بنات فضليات. مناقبه عرف محمد مخلوف بحسن خلقه وبكرمه الكبير كان كاتبا لامعا وشاعرا فحلا الا انه توقف عن قول الشعر بعدما نهاه الشيخ احمد موسى عن ذلك في ايام دراسته ويشرح الراحل محمد مخلوف الأسباب في ترجمته الشخصية بقوله: «كنت ميالا للأدب ونظم الشعر وتتبع كلام العرب ثم اجتمعت بالشيخ احمد موسى وسألني عن دروسي فأجبته عنها ومنها الأدب وقول الشعر فأجابني: «دع الشعر فإن سوقه غير نافقة واجتهد في العلوم الشرعية المفيدة دنيا وآخرة» فوقع كلامه مني موقعا وتركت الشعر نهائيا. نماذج من أشعاره في التغني بالوطن: أحن الى الأوطان والدمع سائل وأبحث عن ذاك الحمى وأسائل وفي مدح شيخه محمود بيرم عند ختم شرح القطر: غزال سبى عقلي وأدهش فكرتي ومزق احشائي بأحور فنان ترى البرق حقا من سناه إذا بدا ومن وجنتيه الورد نشرا ببرهان مؤلفاته له 4 مؤلفات معروفة من أشهرها «شجرة النور الزكية في طبقات المالكية» وهو كتاب به 564 صفحة وملحق سماه «التتمة» في 231 صفحة وخاتمة في 203 صفحات خصصها للحديث عن مسقط رأسه مدينة المنستير. عرّف في بداية الكتاب بسيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم وبالصحابة الكرام ثم بالإمام مالك ثم بطبقات الأيمة طبقة طبقة الى الزمان الذي ادركه المؤلف رتب تعريفاته على مقدمة فيها 7 فوائد واختتمه بخاتمة قيّمة في تاريخ فنون السنة وقسمه على طبقات أمراء افريقية وخلاصة الأدوار والأطوار التي وقعت لهم. أما بقية مؤلفاته فهي مواهب الرحيم في مناقب الشيخ عبد السلام بن سليم وهي باكورة مؤلفاته وتناول في القسم الاول الطرق الصوفية ومذاهبهم وفي القسم الثاني اورد مجموعة من القصائد والأذكار التي يتغنى بها أتباع الطريقة السلامية في خلواتهم واحتفالاتهم الخاصة والعامة. وثالث المؤلفات يحمل عنوان المازرية، وهي رسالة ألفها في مائة صفحة من الحجم المتوسط خصصها للحديث عن الطب ورجالاته من الذين اشتغلوا بالطب من العرب وقد أعطى المؤلف لرسالته هذه عنوان «المازرية» نسبة الى الإمام المازري الذي اشتهر في ميدان الطب وقد ترجم لأربعة وثمانين طبيبا رتبهم حسب الحروف الهجائية. ورابع المؤلفات تمحور حول شرح اربعين حديثا نبويا من مثنيات الموطإ للإمام مالك بن أنس. وهذا المؤلف مخطوط يقع في حوالي 400 صفحة.