لقيت تلميذة (12 سنة) حتفها أول أمس الخميس وأصيبت قريبتها (9 سنوات) بجروح متفاوتة الخطورة عندما صدمتهن سيارة أجرة على مستوى الطريق الرئيسية الرابطة بين تونس والشبيكة (القيروان) وذلك عند منطقة دوار فطناسة القريب من محول الباطن. وقد تدخلت سيارة الاسعاف التابعة للحماية المدنية كما تولى أعوان حرس المرور اجراء المعاينة الموضعية للحادث بينما واصل سائق الاجرة السير من مكان الحادث الى معتمدية الحاجب (60 كلم) قبل أن يتصل بأعوان المرور. «الشروق» تحولت الى موقع الحادث بدوار فطناسة (1 كلم غرب القيروان) حيث استمعت الى رواية بعض شهود عيان من بينهم شقيقة الهالكة التي ذكرت أن 3 تلميذات وهن سوسن الخليفي (12 سنة الخامسة ابتدائي) وشقيقتها سمية الخليفي (9 سنوات الثالثة ابتدائي) وبرفقتهما ابنة شقيقهما لمياء الخليفي (9 سنوات الثالثة ابتدائي) وجميعهن مرسمات بالمدرسة الابتدائية بالباطن التي تبعد نحو 4 كلم عن محل اقامتهن بدوار فطناسة من معتمدية الشبيكة وهن يقطعن المسافة بين المدرسة والمنزل يوميا سيرا على الاقدام جيئة وذهابا. وأثناء عودتهن أول أمس الخميس اثر انقضاء حصة ما بعد الظهر عند الساعة الثالثة وبعد قطعهن القسط الاكبر من المسافة الفاصلة بين المدرسة ومنازلهن وهن يسرن على جانب الطريق الرئيسية الرابطة بين منطقة الباطن والشبيكة (ولاية القيروان) حوالي الساعة الرابعة كانت سيارة أجرة (لواج) تقل ركابا قادمة من تونس العاصمة في اتجاه القصرين على مستوى نفس الطريق. وذكر أحد شهود العيان وهو يشير الى آثار العجلات على جانب الطريق، ان سيارة الاجرة كانت تسير قادمة من خلف التلميذات الثلاث قبل أن تخرج عن مسارها فجأة وتصدمهن على جانب الطريق المخصص للمترجلين على مستوى يمين السائق ثم انحرفت الى أقصى الشمال بسرعة خارج المعبد. وأضاف ان «اللواج» صدمت البنات وواصلت جر الطفلة (سوسن 12 سنة) بضعة أمتار مما أدى الى وفاتها على عين المكان واصابة رفيقتيها بجروح متفاوتة كانت أشدها لدى الطفلة لمياء التي أصيبت بكسور بينما أصيبت شقيقة الهالكة سمية بخدوش ونجت من الحادث بأعجوبة، وعلمت «الشروق» ان سائق الاجرة واصل سيره الى أن بلغ معتمدية الحاجب حيث قام بإعلام الجهات الامنية بالحادث. وذكرت الطفلة سمية (شقيقة الهالكة) كما ذكر شهود عيان أن بعض الحاضرين تولوا نقل الطفلة (لمياء) على متن احدى السيارات الحاضرة بالمكان على جناح السرعة الى المستشفى بهدف انقاذها بينما تولى أعوان الحماية المدنية الذين حلوا على عين المكان نقل الطفلة سمية التي كانت تشكو من صدمة شديدة وخدوش طفيفة. وقد تواصلت اقامة الطفلة لمياء بالمستشفى الى غاية أمس الجمعة بينما انشغل الأقارب بإجراءات دفن عمتها سوسن، وقد تولى أعوان الحرس الوطني للمرور معاينة موقع الحادث ورفع جثة الطفلة من أجل عرضها على ذمة الطبيب الشرعي وفتح تحقيق في الغرض. وذكرت الطفلة سمية (9 سنوات) انها تعودت وشقيقتها الهالكة وابنة شقيقها المصابة على الذهاب الى المدرسة والعودة من نفس الطريق المحفوفة بالمخاطر وذكرت ان هذه الطريق التي تفتقر الى اشارات المرور ومخفضات السرعة تمر عبرها العربات في سرعة كبيرة ومنها عربات نقل المحروقات، وقد سبق ان جدت فيها حوادث مرور كثيرة كان آخر ضحاياها شاب في العقد الثالث لقي حتفه قبل أيام. وذكرت الطفلة وهي في صدمة كبيرة أنها أصبحت تخشى الذهاب الى المدرسة بعد مشاهدتها مصرع شقيقتها بين يديها. واضافت ان شقيقتها كانت تستعد لتنطلق أمس الجمعة في اجراء امتحانات آخر السنة. ويذكر ان الهالكة يتيمة الأب وتعيش وأسرتها في كفالة شقيقها الاكبر المتزوج الذي يكفل أسرتين رغم ظروفه المادية الصعبة.