الحلم أليس جذوة يعج لظاها؟ ألا يوقظ في قلوبنا عاصفة تستبد بكياننا؟ أجل فالحلم هو عيون شاخصة مخضبة بدمع القلوب وقد حملنا بساط حلمنا يوم 25 ماي 2010 إلى نجم من الأفق البعيد هلّ نوره ووطأت أقدامه مدرستنا إلى رائد فضاء أمريكي شغل عقولنا إنه «روبرت لويس بهنكن». اهتز جسدي اهتزازا لسماع الخبر وأدركت أن مجموعة من التلاميذ سيطرحون عليه أسئلة وسأشارك في ذلك، وكان الاستقبال في اليوم الموعود على الساعة الثامنة والنصف تماما سأرحب به ومعي باقة من الورود كنت خائفة و«مرتبكة» وفرحة... مشاعر تنهل عليّ كالعطر فماذا لو سحقت أكف الظلام حلمي وارتبكت أو ترددت؟ كانت تجول بخاطري أفكار شتى تتسلل إلى قلبي ذرّات فأداعبها وسرعان ما أبعدها وأتركها ترحل آبقة كنت أنتظره بلهفة. إنّها الدقيقة الحاسمة!! دخل رائد الفضاء مرتديا زيّه الرسمي فرحبت به وأعطيته باقة الورود فكان ينظر إلي باهتمام، إلى ملابسي التقليدية التي ترتشف عراقة بلادنا وأصالتها استقبلته بحفاوة ومزقت من جفون الدهر غشاوة فلمحت فجرا قادما، خاطبته بارتياح وتهللت أساريري عند رؤيته شرف واعتزاز مجد وافتخار أن أمثل مدرستي وأن أحاوره ولكن.. حدث ما لم أكن أتوقع ذلك الرائد فجّر ينبوع جدول في مهجتي وهبني شعاره هدية، أغلى من كنوز الدنيا بل هي ثروة طائلة ولا تقدّر بثمن، أحسست بروحه تحاورني وقلبه يهتف ويناديني عشت لحظات خفقت فيها عضلات قلبي واهتزت اهتزاز الوتر المشدود عالم غامض ولكنه رائع تعانق أرواحنا فيه كل ما في الوجود، توجه الرائد بعد ذلك بصحبة السيدة المديرة والأساتذة إلى قاعة يوجد فيها التلاميذ. قبع برهة ثم لبث يحدثنا عن نفسه ويرينا مغامراته في الفضاء على الحاسوب كان يتحدث بكل لطف وتواضع فتعلق به الجميع تعلق النبتة بجذورها وأجج في أرواحهم رغبة سحرية جعلتهم ينصتون إليه بانتباه ولما خرج من القاعة اشرأبت إليه الأعناق وتأمله التلاميذ تأمل العاشق الولهان، كانت عيونهم تعكس شعورهم المتطاير في الأجواء، قلوبهم تخفق خفقان الطائر الجريح كأنهم يرون جمانة ثمينة، شهبا أي نعم جبل علاه ثلج يمكن رؤيته ويصعب لمسه إني أحببت ذلك الشخص وتمنيت البقاء معه فهو طموحي وأملي أن أكون في يوم من الأيام مثله قدومه سيبقى ذكرى نحتت في فؤادي ولن تمحى طوال حياتي. بقلم: التلميذة إكرام الدعاسي (الثامنة أساسي)