تحسنت بشكل ملحوظ صحة التوأم نجلاء وألاء بعد مرور أكثر من شهر على فصلهما في أول عملية جراحية من نوعها تجرى في تونس وبأياد طبية تونسية... وكانت البنتان المذكورتان ولدتا يوم 7 جانفي الماضي متلاصقتين على مستوى البطن والكبد وبعد تردد دام بضعة أسابيع احتار خلالها الأطباء بين اجراء العملية في الخارج أو في تونس، ثم وقع الخيار على الحل الثاني، وأجريت العملية بنجاح في قسم الاطفال بمستشفى حبيب ثامر بالعاصمة يوم 4 ماي المنقضي ودامت 5 ساعات بإشراف فريق مكون من 15 طبيبا.... وقال والد التوأم مكرم ترول في لقاء مع «الشروق» ان حالة بنتيه مستقرة الآن بعد مغادرتهما الأسبوع الماضي قسم الانعاش وفي انتظار عودتهما بعد أيام الى منزل عائلتهما تواصل البنتان الآن الاقامة بقسم الاطفال بمستشفى حبيب ثامر، حيث تتغذيان وتتحركان بشكل عادي خاصة بعد التحام جروح العملية وازالة «الغرز» بشكل نهائي من جسديهما وهو ما يؤكد نسبة النجاح الكبرى لعملية الفصل الاولى في تونس. تكاليف ذكر والد التوأم أن الاطار الطبي المشرف على حالة ابنتيه أعلمه بأن تواصل الحالة المستقرة لهما رهين مواصلة العناية بهما بعد عودتهما الى المنزل من حيث الغذاء والنظافة . وأضاف أنه سيكون مطالبا بتوفير حليب جاف من نوع خاص يبلغ سعره 36د للعلبة الواحدة وحفاظات رضع من نوع خاص أيضا سعر الكيس الواحد أكثر من 40د، وذلك بالنظر الى حساسية جسدي البنتين من حيث الغذاء والملبس والنظافة كما أعلمه الاطباء أنه من المستحسن اقامة البنتين خلال الأشهر القادمة في غرفة خاصة بهما لتفادي كثرة احتكاكهما بالناس على أن تكون هذه الغرفة نظيفة باستمرار ومن المحبذ أن تقع اعادة طلائها بالدهن. مساعدة؟ أكد المتحدث أن ظروفه الاجتماعية صعبة للغاية اذ يشتغل بصفة متقطعة سائق «تاكسي» وزوجته لا تعمل وفي كفالته ابنان آخران ويقطن بمنزل متواضع على وجه الكراء وعبر عن تخوفه من عدم القدرة على مجابهة نفقات العناية بالبنتين خاصة نفقات الحليب والحفاظات والدواء... فهو لا يملك حتى دفتر علاج عائلي وليس له مورد رزق قار وغير قادر على تسوغ مسكن به غرفة اضافية خاصة بالبنتين وبالنظر الى كل هذا يأمل المتحدث في تدخل من السلط الاجتماعية بجهة المنيهلة (حيث يقطن الآن) لتساعده ماديا ولتوفر له دفتر علاج مجاني وتنظر في امكانية مساعدته على الحصول على مسكن اجتماعي... كما يأمل في تدخل السلط المعنية لتمكنه من رخصة تاكسي تكون مورد رزق قارا له ولعائلته. وأكد المتحدث أن كل خوفه هو أن «يضيع» لا قدر الله هذا النجاح الطبي والعلمي الباهر الذي تحقق لأول مرة في بلادنا بسبب عجزه عن توفير متطلبات السلامة الصحية والحاجيات الغذائية للبنتين بعد مغادرتهما المستشفى...