المباراة الثانية للمجموعة الرابعة ستجمع منتخبي ألمانيا وأستراليا، في مواجهة من العيار الثقيل بين «الماكينات» الألمانية بخصال الواقعية وبين طموح الكنغر المراوغ صاحب القفزات المتتالية في محاولة للنجاة من حصاد المانشافت التي تأتي على الأخضر واليابس فور اشتغالها.. المنتخب الألماني يدخل غمار هذا المونديال في ثوب المرشح لنيل اللقب بحكم واقعية مؤشرات منطقية تؤكد أن هذا المنتخب لا يساوم كثيرا فهو يعرف كيف يكون كبيرا بين الكبار ليثبت أقدامه في حين أن القيصر بيكنباور أكد أن منتخب بلاده قادر على بلوغ النهائي.. المانشافت أكثر الفرق انتظاما في المردود، وواقعية في الأداء واستقرار في النتائج، فهو منتخب يعمل بدقة عقارب الساعة.. في مجموعة وصفت بالمتوازنة، في المشاركة رقم 18 سيكون حلم الألمان القبض على نجمة رابعة ترصع صدورهم.. يبقى كالعادة منتخبا صعب المراس رغم غياب النجم بالاك واعتزال أوليفيركان، لكن هذا لا يطرح مشكلا في ذهن المهندس يواكيم لوف الذي يعول على سرعة أوزكل وصلابة شفاينش تايغر في وسط الميدان ونجاعة كلوزه واندفاع بودولسكي في الخط الأمامي. في حين أن ناطحات السحاب المتواجدة في خط الدفاع تمنح هذا المنتخب صلابة يفتقدها أقوى المنتخبات.. الحوار سيكون من نفس الحجم على الأقل بدنيا، فالمنافس هو المنتخب الاسترالي صاحب الطموحات المعلنة في تكرار سيناريو 2006 وبلوغ الدور ثمن النهائي على أقل تقدير بعد أن أصبح الكنغر الأسترالي يتوفر على امكانات محترمة بتطور المستوى بفضل الاحتكاك عندما أصبح يخوض التصفيات في القارة الآسيوية.. كتيبة المحترفين في أوروبا ستكون في خدمة المدرب بيتر فيربيك ليظفها قصد التغلب على الصلابة الدفاعية الألمانية من خلال أداء منسجم تقدمه عناصر محترمة بداية من الحارس شوازنير والمدافع غريك مور وتيم كاميل وهاري كرتل وهي أسماء قادرة على صنع الفارق، لكن مشكلة هذا المنتخب تبقى معنوية بالأساس فهو عادة ما يتأثر كثيرا عندما يتخلف في النتيجة أو عندما تفرض عليه سيطرة الفريق المنافس. واقعية الأداء الألماني واللعب عن طريق الترفيع في النسق مع مرور الدقائق ستكون أسلحة الماكينات الألمانية لأن نصف فرصة تعني هدفا قد يساوي النقاط الثلاثة للمباراة، لذلك فإن الحذر سيكون في أعلى مستواه في صفوف المعسكر الأسترالي وهنا سنشاهد حوارا من نوع آخر بين عمالقة يداعبون الكرة.