ونحن نقترب من شهر رمضان المعظم وما سيحمله لنا من اعمال فنية بمختلف ألوانها وأشكالها ويبقى الانتظار والشوق لحقيبة الدراما التلفزية وما تحويه من مسلسلات.. وو... وحتى يحين الموعد فنكون بينة من تغيير الصورة الدرامية.. رأينا من المفيد ان نعطي فكرة حول وجود العناصر الشابة في هذه الاعمال التي شاهدناها والتي نأمل متابعة أفضل منها هذا العام.. فاللافت للانتباه هو منذ موسم على الاقل وتحديدا خلال شهر رمضان الماضي على مستوى الدراما التلفزية بروز ثلة من الوجوه الشابة التي تقمصت مجموعة من الأدوار سواء في قناة حنبعل من خلال «نجوم الليل» و«سجن بريكة» أو في الفضائية تونس 7 ضمن «مكتوب 2» و«عاشق السراب» او أقفاص بلا طيور» على قناة 21. فعلى امتداد تلك الفترة والى يوم الناس هذا ظلت اخبارهم وصورهم تملأ بعض الصحف (...) جيل جديد أثرى الساحة الدرامية التونسية التي كانت حكرا على ما يسمى «مسمار جحا» جيل بدا مغايرا لما ألفناه طوال سنوات ليست بالقليلة.. وأداؤه بطريقة جد مختلفة غيّرت كل المقاييس لدينا..فأصبحنا نرى ممثلا «جنتلمان» يشدنا بحضوره وممثلة قافزة تقيد نظراتنا.. ولعل ما ميّز هؤلاء الشبان من الممثلين هو اختيار المنتجين والمخرجين للوجوه الجميلة دون التعويل على ضرورة الحصول على شهادة تكوين أكاديمية معينة.. فمعظمهم وقفوا امام الكاميرا عصاميا زاده الموهبة وتوجيهات مخرج العمل فهذه الدفعة من الشباب الحيوي ساهمت بشكل لافت في تعديل المشهد الدرامي التلفزي وإزالة الصدإ من «المسامر» في ظل تعدد شركات الانتاج الخاصة والانفتاح على القنوات والتلفزات الخاصة... مثل حنبعل و«نسمة TV» وقد تحمل هذه السنة ظهور قناة ثالثة.. سيما وأن عديد المؤشرات توحي بذلك.. هم فقط أمل الدراما التونسية هذه الطاقات الابداعية الواعدة تصرّ على تأكيد حضورها في مجال التمثيل، تمتلك المادة الخام وقد أثبتت التجربة ان المواهب التونسية سواء في الغناء او التمثيل وحتى الرقص قادرة على فرض ذاتها خارج حدود الوطن ولنا في هند صبري خير مثال. فقط لا غير.. فالمشهد الدرامي في حاجة الى ممثلين من مختلف الأعمار وخاصة الشبان الذين بإمكانهم اضفاء روح جديدة على المسلسلات.. فنحن نتعامل مع الصورة بدرجة أولى.. وفي هوليود اكبر «مدجنة» للنجوم لا يعترفون بغير الجميلات... الغريب ان هناك من يلقي باللائمة على بعض المنتجين باسناد الأدوار للوجوه الجميلة؟! قد يكون الجمال وحده غير كاف لكن إذا كانت الموهبة وحسن الأداء مقترنة بالجمال وسحر الملامح وجاذبية «الطلة» ان صحت العبارة فهذا نحبذه ونشجع عليه من أجل جمالية الصورة والمشهد معا... ما المانع ان يكون لدينا نجوم شبان مثل «شوكو» عاطف بن حسين وقابيل السياري... واحمد الأندلسي وظافر عابدين يمكن المراهنة عليهم في أعمال سينمائية مهمة وضخمة ليست من صنف «بودورو» ولم لا يكون لنا فتيات إعلانات مثل مرام بن عزيزة ونادية بوستة اللتان ترين في الأغراء جزءا من مقوّمات شخصية الممثلة وهو السلاح الأكثر قربا بل هو مهم في تغيير المشهد الدرامي تلفزيا وسينمائيا... فالتنوع ضروري اذا كنا نطمح فعلا لتأسيس سوق انتاجية خاصة بالفن ككل..