في اليوم ذاته الذي ترشح فيه لمنصب الرئاسة مرفوقا بتزكية الأغلبية الساحقة من الوجوه الفاعلة في الفريق يتخلى الكراي عن هذا المنصب ويخلع ثوب التزكية مخيّرا الانسحاب. «الشروق» اتصلت برشاد الكرّاي وفتحت معه الحوار حول ظروف التزكية وأسباب هذا الانسحاب في مثل هذا الوقت القياسي. رشاد الكراي لم يسع وراء رئاسة الهيئة حسب قوله بل وجدها تطوّقه وتحاصره ليجد نفسه متقمصا لهذا الدور بعد تزكية الحاضرين موضحا: «لم يكن يدور بخلدي اعتلاء هذا الموقع فعلى امتداد ثلاث ساعات كان جهدي منصبّا كالبقية على ارغام المنصف السلامي على التجديد ولو لموسم واحد يتم وضع الفريق فيه على السكة، لكن بعد ذلك تم الاقتراح على شخصي من طرف السيد لطفي عبد الناظر في بداية الأمر اقترح الأخ مهدي عبد المولى اسم شفيق الجراية الذي على الفور رفض وانضم إلى عبد الناظر مطالبا بتزكيتي معربا عن دعمه المادي والمعنوي واعدا بأن يصل دعمه إلى حدود المليار طيلة فترة الرئاسة إذا تطلّب الأمر ذلك». أغلبية ساحقة ودعم كبير «نفس الشيء للسيد محمد ادريس الذي رحب هو الآخر بالقرار وينطبق الأمر على السيد منصف السلامي الذي بارك الفكرة وتعهد بضخ 500 ألف دينار قريبا وأن يتولى منصب رئيس شرفي للفريق وأن يتواصل دعمه المادي على امتداد الفترة المقبلة لتتم بعد ذلك تزكيتي بأغلبية ساحقة فلم أعارض هذا الاجماع في تولي منصب الرئاسة في فريق مثل السي.اس.اس باعتباره مدعاة للفخر وشرفا كبيرا واعتبرته تتويجا لمسيرة عمل بالفريق امتدت إلى أكثر من عشرين سنة في أكثر من موقع وشاعرا في نفس الوقت وكنت أشعر بجسامة المسؤولية وثقل المهمّة». مساس بشخصي وعن أسباب عدوله عن المضي قدما في هذه المهمة وهذا الانسحاب الغريب يقول: «لم أقبل هذه المسؤولية الجسيمة إلا انطلاقا من المساندة المطلقة من الجميع ماديا ومعنويا ولكن ما راعني إلا بحملة شعواء من التجني والمساس بشخصي وألوان من الثلب والشتم والتجريح وهو ما استغربه ولا أجد له تفسيرا وكذلك لا أتهم طرفا معيّنا بافتعالها، وأمام هذه الموجة لا أملك إلا أن أستقيل حرصا على الكرامة الشخصية ولايقاف هذه الانتهاكات في حق شخصي. مصلحة الفريق من زاوية أخرى يرى الكرّاي أن الحفاظ على مصلحة الفريق أهم من شخصه ومن المنصب في حد ذاته مؤكدا: «خيّرت الانسحاب بالدرجة الأولى للحفاظ على المصلحة العليا للفريق ففي مثل هذه الأجواء المشحونة التي عقبت ترشحي لم يكن بالإمكان العمل فوحدها الظروف الطيبة هي التي تضع الفريق على الطريق الصحيح لذا كان الانسحاب هو الحل الأمثل للتخفيف من وطأة الأجواء المتوترة ولترك الفرصة أمام شخصية أخرى تجد اجماعا والمهم ضرورة الالتفاف للعمل في ظروف إيجابية لما فيه مصلحة الفريق التي تبقى الأهم وهي مطلب الجميع.