تركيا تعود إلى الشرق الذي سحرها دائما.. ولكن تركيا لم تغادر الشرق أبدا.. هذا بعض ما قد يقال حول تركيا والتطورات الأخيرة.. تطورات الأسابيع والأشهر والسنوات الأخيرة.. ولا يكاد يمر يوم حتى تخطو تركيا خطوة جديدة باتجاه الشرق.. وباتجاه نفسها.. وقد يرى الأوروبيون في التطورات التركية انقلابا عليهم بل إن بعض الأوساط الأوروبية المتزمتة تتمنى هذا الانقلاب وقد تعمل لتحقيقه ليس من أجل «عيون تركيا» بل لإعفاء أوروبا من انفتاح اتحادها على أول بلد إسلامي. وردت أنقرة على هذا «النفاق» بقولها إن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه اليوم أمام فرصة تاريخية لكي يثبت أنه ليس ناديا مسيحيا بما أن تركيا تستجيب تقنيا واقتصاديا وقانونيا للشروط الأوروبية وهي نفس الشروط التي تم بموجبها مؤخرا قبول عضوية دول أوروبية شرقية في الاتحاد.. وتؤكد تركيا انه بإمكانها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأن ذلك لا يتعارض إطلاقا مع دعم علاقاتها مع البلدان العربية وإيران ودول الجوار الأخرى بما فيها روسيا.. وفي هذا الإطار بالذات تعتزم تركيا إجراء مناقصة دولية لشراء منظومة دفاعية، وقالت روسيا إنها مستعدة للمشاركة في المناقصة بمنظومتي أس 300 وأس 400.. وفي حال فوز الروس بمناقصة «الظروف المغلقة» سيدخل السلاح الروسي للمرة الأولى أحد أعضاء حلف شمالي الأطلسي.. ولو أن تركيا ليست «أيّ» عضو بما أنها الدولة الثانية في الأطلس من حيث الحضور البشري.. بعد الولاياتالمتحدة.. وكما يظهر، تحتل تركيا موقعا هاما في التغيرات الدولية الحالية والمتوقّعة.. وتظل جسرا بين الشرق والغرب رغم محاولات البعض، من الجانبين، لهدمه وقطع صلة تاريخية.