«.. النجاح يدعوالى النجاح، والمكاسب تدعوالى المكاسب.. وتطلعاتنا كثيرة نلخصها في الترفيع في الدخل السنوي، وتوفير الشغل للجميع حسب مؤهلات كل فرد وتطوير الادارة والمؤسسة لمعاضدة مجهود الحكومة.. طموحاتنا هذه مشروعة وتجسم نقاط الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه الرئاسي الانتخابي الذي حظي بتأييد تام من كل الفئات والشرائح لأنه ببساطة يستجيب لطموحات كل مواطن تونسي..». «.. في صفاقس مشاريع كثيرة أنجزت، وهناك مشاريع أخرى نحرص على انجازها ولعل من أبرزها اقامة مشروع ايكولوجي، خدماتي، سكني وسياحي على مساحة 363 هكتارا ب«تبارورة».. وجزيرة قرقنة لما لها من خصوصيات بامكانها أن تتحول الى نقطة اشعاع وطني ودولي، والمشاريع التي تم اقرارها بها ستثري منتوجها السياحي وستساهم في تنمية الولاية وكامل البلاد..». هذا ما أكده الوزير الأول السيد محمد الغنوشي مساء أول أمس الثلاثاء لدى افتتاحه للدورة 44 لمعرض صفاقس الدولي التي تنتظم تحت سامي اشراف رئيس الجمهورية بحضور عدد كبير من رجال الأعمال والمواطنين والمستثمرين والوفود الأجانب من الدول الشقيقة والصديقة وأعضاء مجلسي النواب والمستشارين و الاطارات الجهوية يتقدمهم والي الجهة السيد محمد بن سالم ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورئيس جمعية المعرض السيد عبد اللطيف الزياني. لا تنمية وطنية دون تنمية جهوية الوزير الأول تحدث الى الحضور ما يقارب الساعة والنصف ليجمع في كلمته العميقة بين الانجازات التي تحققت في عهد التغيير والتطلعات التي تشكل رهانا كبيرا في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والأزمة المالية التي عصفت بعديد الدول وأثرت على اقتصادياتها، لكن تونس التي استشرفت المستقبل حققت نجاحات كبرى في كل المجالات، لكن القادم سيكون بلا شك أهم.. السيد محمد الغنوشي انطلق في كلمته المرتجلة بالانجازات التي تحققت بولاية صفاقس مبرزا أن الجهة استفادت كثيرا في عهد التغيير بفضل المشاريع الرئاسية المتنوعة التي جمعت بين البعد الاقتصادي والبيئي والبنية الأساسية، مبشرا بالمناسبة بالمشاريع المستقبلية ولعل من أبرزها الطريق السيارة صفاقسقابس والمشروع السكني والايكولوجي والخدماتي والسياحي المزمع احداثه بتبارورة، والقطب التكنولوجي الذي ستتم توسعته ب 100 هكتار اضافية لاستقطاب الاستثمار في الخدمات التكنولوجية والاتصالية، هذا بالاضافة الى المشاريع المبرمجة بجزيرة قرقنة ومنها بالخصوص مهبط للطائرات وتحلية المياه لتنويع منتوج الجزيرة لتتحول الى نقطة اشعاع وطني ودولي . ومع حديثه عن ولاية صفاقس، عرج الوزير الأول عن الانجازات التي شملت ولايات الجنوب والوسط والشمال، ليبرز أن التنمية الوطنية لا يمكنها ان تتحقق الا بالتنمية الجهوية، مبينا أن كل ما تحقق في ربوع تونس يؤكد نجاعة التصورات والاستشرافات وعمق الرؤية للرئيس زين العابدين بن علي بمشاركة الشعب التونسي الذي بات شريكا فاعلا في التصورات بفضل تطور المسار الديمقراطي في البلاد والذي يتعزز من يوم الى آخر ولعل أخر القرارات تلك التي أذن بها سيادته والتي تدعوالوزراء الى حضور لقاءات مباشرة مع المواطنين يتم بثها تلفزيا.. الديمقراطية ليست شعارا وخلص الوزير الأول الى أن الديمقراطية في تونس ليست شعارا بل احترام رأي المواطن وتشريكه في عملية الاصلاح، فالدخل الفردي ارتفع الى 5640 دينارا سنة 2009 والمديونية تقلصت من 50 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي سنة 2004 الى 38 بالمائة فقط سنة 2009 . واستطرد السيد محمد الغنوشي قائلا « ومع هذه النتائج، لا بد أن يكون لنا الوعي الكامل لمزيد الجهد والبذل والتضحية لأن المحيط الذي نعيش فيه متقلب والنجاح يدعو الى النجاح والمكاسب تدعوالى المكاسب وتطلعاتنا كثيرة وكبيرة..». أهم هذه التطلعات حسب الوزير الأول « الترفيع في الدخل الفردي وتوفير الشغل للجميع حسب المؤهلات ودعم المحتوى التكنولوجي الاقتصادي، فطموحنا يدفعنا الى بلوغ 30 بالمائة من أنشطتنا ذات محتوى تكنولوجي سنة 2014 والأرضية متوفرة لذلك فحاملو الشهائد العلمية يمثلون الآن 60 من الطلبات الاضافية للشغل وستبلغ 70 بالمائة قريبا.. هونجاح سياسي نخصص له 7.5 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي لفائدة التعليم والمعرفة والتكنولوجيا حتى أن كل الولايات تحولت الى أقطاب جامعية..». وأضاف الوزير الأول «أن تحقيق هذه الأهداف ليس بالأمر اليسير في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية المتسارعة وتحول القوة الاقتصادية والتكنولوجية شيئا فشيئا نحوآسيا ، والبلدان التي لم تستوعب الثورة التكنولوجية مصيرها التهميش». هذه التقلبات الاقتصادية تستوجب حسب الوزير الأول مزيد الحذر واليقظة واعتماد تكنولوجيات الابتكار.. الحكومة لها دور كبير وهي تقوم بمجهوداتها، لكن كل الأطراف معنية خلال الخماسية القادمة، فقد تمكنّا من خلق 340 ألف موطن شغل في خماسية 2004 / 2009، وعلينا الآن خلق 425 موطن شغل جديد ثلثها لفائدة حاملي الشهائد العليا لمزيد النمو والتطور الاقتصادي الذي بات يقوم اليوم عالميا على التصدير.. وأضاف الوزير الأول قوله «.. هو تحدّ، والتحديات مسؤولية جماعية والحكومة حريصة على المد الاصلاحي بدعم كبير من رئيس الجمهورية، لكن مع ذلك لا بد من القيام باصلاحات جديدة تتأقلم مع التطورات العالمية فلا بد من مراجعة مجلة الاستثمار التي تعود الى سنة 92، ولابد من احداث حلقة جديدة تربط بين المؤسسات والبحث العلمي وقطاع الانتاج، وتعزيز القطاع البنكي أمر متأكد، واحداث صندوق الودائع والضمانات لنعتمد على جزء منه للبنية الأساسية ورأس مال المخاطرة.. الادارة حسب الوزير الأول السيد محمد الغنوشي « تطورت لكن من الضروري المزيد من تحسين الخدمات لتحقيق الأهداف، والأهداف لا تتحقق الا بالاعتماد على العنصر البشري، فالانسان هو غاية التنمية ووسيلتها.. دراسات ومشاريع اصلاحية بالجملة نحن نحرص على الاستثمار في رأس المال البشري بتخصيص اعتمادات اضافية في التربية والتعليم والتكوين..لقد ربحنا الكم وعلينا ربح الكيف في تحسين جودة التعليم، هناك اصلاحات كثيرة قادمة فسنعمل لاحقا على أن تكون للجامعات استقلالية مع تعزيز علاقات التعاون مع الجامعات الأوروبية لمنح شهائد مزدوجة.. سنعمل على مزيد تطوير البنية الأساسية وتطوير سعة تدفق الأنترنات وضبط استراتيجيات قطاعية للاستثمار في الخدمات وتصديرها، نحن نقوم حاليا بدراسة في قطاع الصحة والطب لما للدول القريبة منا من حاجة الى الخدمات الصحية، وبالتوازي نحن نحرص على وضع استراتيجية لمراجعة قانون الشركات والمؤسسات المالية المصدرة..». وبعد أن ثمن الوزير الأول دور منظمات الأعراف والشغالين وغيرها من المنظمات لما تقوم به من مجهودات كبيرة في تكريس مقومات المجتمع المدني، ختم كلمته قائلا «.. هذا ما تقوم به الحكومة، لكن على المؤسسة أن تتأقلم مع متطلبات المرحلة الجديدة لتتجه نحو الأنشطة ذات البعد المعرفي والتكنولوجي على المدى المتوسط والبعيد لنحافظ على قدرتنا التنافسية ونعزز المسار التنموي الذي وضعه قائد مسيرة تونس الرئيس زين العابدين بن علي..». تكريم... وبرقية ولاء وتأييد وكان لرئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ورئيس جمعية معرض صفاقس الدولي قبل ذلك كلمة ترحيبية جاء فيها بالخصوص تثمين المسيرة التنموية بالجهة وولاء أبناء صفاقس لرئيس الجمهورية زين العابدين بن علي وتأييدهم دون قيد أوشرط لمشروعه السياسي الرائد». وبعد تلاوة برقية تأييد وولاء وجهت الى الرئيس بن علي، تم تكريم 3 رؤساء سابقين للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بحضور الوزير الأول هم السادة محمد بن عبد الله، وأحمد السلامي والطاهر بوريشة لما قدموه لمنظمة الأعراف وجمعية معرض صفاقس الدولي من خدمات جليلة . بقي أن نشير الى أن معرض صفاقس الدولي سجل مشاركة 300 عارض من تونس وخارجها ورفع شعار «عزم ثابت على رفع التحديات» للدورة الحالية التي تتواصل الى غاية يوم 29 جوان الجاري وقد جاءت على غاية من التنوع والثراء والتنظيم يعزى لمجهودات الادارة ومن ورائها جمعية المعرض ومنظمة الأعراف بالجهة .