وصف رئيس وزراء اسبانيا السابق خوسيه ماريا أزنار الأزمة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة بأنها « ضجة تهدف إلى تحويل الأنظار»، داعيًا الدول الغربية إلى دعم إسرائيل «لأنها أقرب حلفاء الغرب في منطقة مضطربة» . وطالب أزنار في مقال له في صحيفة «تايمز» البريطانية الغرب «بالابتعاد عن مشاعر الغضب خلال تعامله مع إسرائيل واتخاذ موقف عقلاني ومتوازن والاخذ بعين الاعتبار عددا من الحقائق، ومن بينها ان دولة إسرائيل اقيمت بقرار من الاممالمتحدة وبالتالي لا مجال للتشكيك في شرعيتها». وزعم أزنار في مقاله بعنوان «ادعموا اسرائيل لانها اذ انهارت انهار الغرب»: ان «جذور وتاريخ وقيم إسرائيل غربية، بكل معنى الكلمة لكن ما يميزها انها تواجه اوضاعا غير اعتيادية فهي الدولة الغربية الوحيدة التي تثار اسئلة عن شرعية وجودها منذ اقامتها». مزاعم وإدعى أزنار في مقالته المفعمة بالتعاطف مع إسرائيل والاستماتة في الدفاع عنها إلى : «ان هذه الدولة كانت عرضة للهجوم من قبل جيرانها ثم تلا ذلك استهدافها باعمال ارهابية توجت بموجات متتالية من الانتحاريين واخر الحروب التي تستهدف إسرائيل، حسب قوله ،هي حملة نزع الشرعية عنها في المحافل الدولية والاوساط الديبلوماسية». وتابع مزاعمه: «ورغم مرور ستين عاما على اقامة دولة إسرائيل فإنها ما زالت تخوض الحرب دفاعا عن وجودها في وجه الصواريخ التي تطلق عليها من الشمال والجنوب والتهديدات بالازالة من الوجود من قبل إيران التي تسعى للحصول على السلاح النووي». واعتبر رئيس الوزراء الاسباني السابق ان «عدم الاستقرار في الشرق الاوسط ليس له علاقة بالاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية ورفضها الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني بل مصدره صعود التطرف الذي يرى ان إزالة اسرائيل من الوجود واجب شرعي وايران التي تطمح الى الهيمنة على المنطقة وهذان الامران ليسا خطرا على اسرائيل لوحدها بل على العالم الغربي والعالم برمته»، على حد زعمه. ولفت أزنار النظر إلى ان «نظرة الغرب إلى الاوضاع في الشرق الاوسط مشوشة وغير صائبة وهو ما يتسم به ايضا رد فعله على هذه الاوضاع حاليا ويسهل تحميل إسرائيل المسؤولية عن مآسي هذه المنطقة بل حتى ان بعض الساسة الغربيين يتصرفون ويتحدثون وكأن التوصل إلى تفاهم جديد مع العالم الإسلامي يمر عبر التضحية بوجود الدولة اليهودية». مبادرة أزنار ويضيف: «ان مبدأ حق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة بحاجة إلى وضوح في الرؤية الاستراتيجية وهي ما باتت أوروبا تفتقدها كما يبدو وهناك اشارات إلى ان الولاياتالمتحدة بدأت تسير في نفس الاتجاه». وحذر أزنار الغرب «من ان التراجع عن دعم إسرائيل وتركها تواجه مصيرها لوحدها في هذه الظروف ليس سوى دليل على مدى تراجع الغرب وضعفه ويقول ان قرار اطلاق مبادرة اسمها «اصدقاء إسرائيل» إلى جانب عدد من الشخصيات المعروفة في مجال السياسة والاقتصاد والفكر مثل ديفيد ترمبل وجون بولتون والمفكر الكاثوليكي جورج ويزل للدفاع عن اسرائيل». وأشار أزنار إلى ان مهمة «أصدقاء إسرائيل» ليست الدفاع عن الحكومة الإسرائيلية وسياساتها «بل عن حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها»، ويختتم أزنار المقالة بالحديث عن جذور الحضارة الغربية ويقول ان «إسرائيل جزء اساسي من العالم الغربي الذي يعود في الاصل إلى جذوره المسيحية اليهودية واذا غاب المكون اليهودي من هذه الحضارة واندثرت اسرائيل فمصيرنا الضياع لان مصيرنا متداخل بشكل لا فكاك منه» على حد زعمه.