ينحدر المتضرران في هذه القضية من احدى المدن الداخلية كان قدما الى العاصمة لشراء بعض الملابس. وللغرض اتجها الى سوق نهج زرقون وابتاعا حاجتهما من ملابس وأحذية وغادرا السوق فكانت في انتظارهما مفاجأة من العيار الثقيل، إذ اعترض سبيلهما المظنون فيهما. ودون مقدمات استلاّ سكينين من بين طيات ثيابهما وأشهراهما في وجهيْ الشابين مهددين إياهما بسوء العاقبة إن حاولا طلب النجدة، فلم يجد المتضرران مفرا من تنفيذ الاوامر بعد أن أدخلاهما تحت طائلة التهديد احدى العمارات حيث عنفاهما ثم سلباهما أموالهما والملابس والاحذية إضافة الى هاتفيهما. ثم أطلقا ساقيهما للريح، تاركين ضحيتيهما في حالة نفسية متدهورة، وهما لا يكادان يصدقان ما حدث. اعتراف وببلوغ الخبر أسماع أعوان احدى الفرق الامنية حلّوا بمسرح الواقعة ونقلوا المتضررين الى المستشفى حيث تلقيا الاسعافات والعلاج اللازم، ثم تم فتح بحث في ملابسات القضية فسرد المتضرران على أسماع باحث البداية تفاصيل الواقعة وأمدّاه بأوصاف المعتديين كاملة وأصرّا على تتبعهما عدليا. وبالاعتماد على ما تزوّد به أعوان الامن من معلومات تحرّكوا بالسرعة اللازمة وتمكنوا من إيقاف المشتبه بهما. وبعرضهما على المتضررين تعرّفا عليهما من أول وهلة. وباستنطاقهما حاولا التنصّل مما نسب اليهما بالجنوح الى الانكار والمراوغة. ولكن بتضييق الخناق عليهما، وبتمسك المتضررين بإدانتهما، اعترفا بتفاصيل فعلتهما. وبختم الابحاث في شأنيهما أحيلا على أنظار العدالة لتقول فيهما كلمتها. ... وتراجع وباستكمال أحد السادة قضاة التحقيق بابتدائية العاصمة أبحاثه في هذه القضية أحال الملف على أنظار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف التي وجهت الى المتهمين تُهم تحويل وجهة شخص باستعمال التهديد بالعنف الشديد وحمل ومسك سلاح أبيض دون رخصة والسرقة الموصوفة باستعمال العنف الشديد. وبمثولهما مؤخرا أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة تراجعا في أقوالهما وأنكرا جملة وتفصيلا ما نسب اليهما رغم مجابهتهما باعترافاتهما المسجلة عليهما لدى باحث البداية وبتصريحات المتضررين وبما عاينه باحث البداية من آثار عنف عليهما إضافة الى الشهادتين الطبيتين اللتين تؤكدان تعرضهما للاعتداء بالعنف. وبإعطاء الكلمة للسان الدفاع، طالب محاميا المتهمين بالحكم بعدم سماع الدعوى، واحتياطا بمراعاة أقصى ظروف التخفيف. وإثر المفاوضة قضت هيئة المحكمة بثبوت إدانة المتهمين وذلك بسجن كل واحد منهما مدة عشرة أعوام.