جدّت وقائع هذه القضية بضاحية الكرم حيث استهلك الجانيان يوم الواقعة كمية من الأقراص المخدّرة فأثّر ذلك عليهما وجعلهما لا يميّزان بين الديك والحمار ولا يقدران عاقبة ما يقومان به من أفعال، فعنّ لهما وهما تحت تأثير الأقراص المخدّرة، سلب من يعترض سبيلهما. ومن سوء حظ المجني عليه انه كان مارا من أمامهما ولم يكن يدري ان الأقدار ستقوده الى حتفه على يديْ هذين الصعلوكين دون ذنب ارتكبه سوى أنه رفض ان يسلمهما هاتفه وأمواله. فقد سدّا امامه الطريق وبلا مقدّمات استلاّ سكينين من بين ثنايا ثيابهما وأشهراهما في وجهه وطلبا منه ان يسلمهما ما لديه من مال وهاتفه الجوّال لكنه رفض طلبهما طالبا منهما ترك سبيله. اعتداء قاتل وأمام رفضه عالجه احدهما بطعنة على مستوى بطنه شفعها الثاني بإصابته على مستوى وجهه ولم يتوقفا عن طعنه الا حين خارت قواه وسقط يتخبط في بركة من دمائه فسلباه هاتفه وأمواله ثم جرّاه ووضعاه على سكة قطار الضاحية الشمالية ليدهسه القطار وبالتالي الإيهام بكونه تعرض الى حادث. ولكن «يا قاتل الروح وين تروه» اذ ولسوء حظهما تابع شخص أطوار الجريمة دون ان يتفطن اليه الجانيان وهو من قام بإعلام أعوان الأمن الذين حلّوا بمسرح الواقعة ونقلوا المصاب الى المستشفى لكنه لفظ أنفاسه متأثرا بإصاباته البليغة فتم إعلام ممثل النيابة العمومية بابتدائية العاصمة، الذي اذن بعرض جثة الهالك على مخابر الطب الشرعي لتشريحها وتحديد أسباب الوفاة. كما اذن بفتح بحث تحقيقي في ملابسات الجريمة. سلب فقط وبانطلاق التحريات تم ايقاف الجانيين فاعترفا بتفاصيل جريمتهما وأفادا أنهما لم يكونا ينويان قتل المجني عليه بل أنهما كان ينويان سلبه فقط وبرّرا فعلتهما بتأثير الأقراص المخدّرة عليهما وبختم الأبحاث في شأنهما أحيلا على أنظار العدالة بعد ان وجهت لهما تهمة قتل نفس بشرية عمدا. وبمثولهما مؤخرا أمام احدى الدوائر الجنائية بابتدائية العاصمة أعادا اعترافاتهما المسجلة لدى باحث البداية وتمسّكا بتبريراتهما مؤكدين أنهما لم يكونا ينويان ازهاق روح الهالك. وبإعطاء الكلمة للسان الدفاع أفاد محاميا المتهمين ان الركن القصدي غير متوفّر في الجريمة وان موكليهما لم يكونا في كامل مداركهما العقلية زمن ارتكاب الجريمة وطلبا بناء على ذلك اسعافهما بأقصى ظروف التخفيف. وإثر المفاوضة، قضت هيئة المحكمة بثبوت إدانة المتهمين وسجن كل واحد منهما مدة عشرة أعوام.