اتهمت مصادر فلسطينية قريبة من الرئيس ياسر عرفات امس وزير الامن الداخلي السابق محمد دحلان بالتخطيط للاطاحة بعرفات في غضون ثلاثة اشهر... ورأى تقرير اسرائيلي بالمقابل ان عرفات الذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الخامس والسبعين سيبقى على رأس السلطة الفلسطينية عدة سنوات اخرى. وذكرت مصادر فلسطينية أن عرفات يستعد لاجراء تعديل هام في حكومة احمد قريع يفترض ان يتمثل في تعيين وزير جديد للداخلية في غضون اسبوعين. وحسب المصادر ذاتها فإن ابرز المرشحين لهذا المنصب «الحساس» هم الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية وغسان الشكعة عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» واللواء نصر يوسف الذي رفض عرفات توليته هذا المنصب ابان حكومة محمود عباس (أبي مازن). خطة دحلان وتعتبر مصادر فلسطينية مختلفة ان محمد دحلان وزير الامن الداخلي في الحكومة السابقة هو الذي يقف وراء حركة الاحتجاج الداعية لتغييرات في السلطة الفلسطينية. وينظر للاضطرابات على انها جزء من صراع على السلطة بين الحرس القديم التابع لعرفات وجيل أصغر سعيا للحصول على مناصب قبل ان ينفّذ شارون خطته للانسحاب من غزة عام 2005. وفي اطار هذا «الصراع» بالذات قالت مصادر فلسطينية قريبة من الرئيس عرفات ان وزير الامن الداخلي السابق محمد دحلان يخطط للاطاحة بالرئيس عرفات على حد قول صحيفة «الحياة» العربية الصادرة امس في لندن. واعتبر هاني الحسين عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» أن ما يجري في الاراضي الفلسطينية خطة للخلاص من الرئيس عرفات في غضون ثلاثة اشهر. وكان محمد دحلان قد نفى ان يكون قد سعى أو يسعى للاطاحة بالرئيس عرفات ونفى الليلة قبل الماضية ان يكون أمهل السلطة الفلسطينية حتى العاشر من أوت الجاري تنفيذ الاصلاحات المرجوة والا فإن الشارع الفلسطيني سيتحرك ضدها. وتشير التصريحات الحادة المتبادلة بين الفلسطينيين مخاوف جدية من دون ا ن تتسبب في اي أذى الى حدّ الان. وقد تجمّع أنصار الرئيس عرفات امس الاول امام مقره في رام الله رافعين بالخصوص شعارات ضد الوزير السابق محمد دحلان. وبرمج انصار عرفات سلسلة من المظاهرات و»الاستعراضات» لتأكيد دعمهم للرئيس عرفات وللتحذير من أن أي مساس بعرفات يعد اجتيازا للخطوط الحمراء. وخلافا لتحذيرات هاني الحسن اقصى تقرير للمخابرات الاسرائيلية احتمال الاطاحة بالرئيس عرفات. وحسب صحيفة «الشرق الاوسط» العربية الصادرة في لندن فإن المخابرات الاسرائيلية اعدت هذا التقرير عن عرفات بمناسبة ميلاده الخامس والسبعين الذي يصادف اليوم. وقال التقرير الاسرائيلي ان الوضع الصحي لعرفات جيّد وان سلطته ثابتة وانه (عرفات) سيبقى على رأس السلطة الفلسطينية عدة سنوات اخرى الا اذا وقع له مكروه خارج السيطرة. ولاحظ التقرير انه ليس هناك خطر على عرفات من السقوط اذ أنه يسيطر كامل السيطرة تقريبا على الاوضاع الفلسطينية ومكانته راسخة بين شعبه الذي قد ينتقد سياسته من دون التعرض له شخصيا. ولا يجد واضعو التقرير أي مشكل في ما يخص سن عرفات الذي يصغر شارون بسنة واحدة ويصغر شمعون بيريز بست سنوات. ومع ذلك توصل معدو التقرير الى القناعة بأن عملية سلام كاملة بين اسرائيل وفلسطين لن تتحقق طالما عرفات يقف على رأس السلطة الفلسطينية.