كثيرا ما تكذب المقابلات التكهنات وكثيرا ما تراوغ المتكهنين وأفضل المحللين.. قبل انطلاق المونديال قيل إن الفتى الذهبي لانقلترا سيكون نجم النجوم وقيل أن منتخب الكامرون سيكون مراهنا جديا على اللقب ولكن الأول كان حملا وديعا والثاني كان أول المغادرين... تلك هي كرة القدم دائما ما يكون لها الكلمة الفصل وقد أصدرت حكمها هذه المرة وأوقعت النجوم في شراك الخيبة. الخيبة الكبرى عرفها منتخب الكامرون أو منتخب «الأسود التي لا تروض»، الذي غادر جنوب افريقيا بسرعة قياسية وخيب آمال قارة بأكملها لأنها كانت تعول عليه بالدرجة الأولى بالنظر الى الخبرة التي يتمتع بها وتعوده على أكبر تظاهرة في كرة القدم. خيبة أمل (1) عديد اللاعبين المهاجمين تحديدا خيبوا الآمال في هذه النهائيات العالمية ونبدأ بالمهاجم الانقليزي القوي والممتاز واين روني. اللاعب كان عاديا للغاية واستسلم في المقابلتين الأولى والثانية وكنا نشاهده أغلب الوقت في أحضان المدافعين. روني خيب الظن خصوصا وأن كل انقلترا كانت تنتظر من فتاها الذهبي أهدافا بالجملة أو على الأقل مردودا غزيرا قبل انطلاق كأس العالم، قال الايطالي كابيلو مدرب انقلترا أنه يوجد في العالم ثلاثة لاعبين نجوم فوق العادة وهم واين روني وليونال ميسي وكريستيانو رونالدو وتمنى المدرب الايطالي أن يكون مهاجمه في المونديال إلى جانب لاعب الوسط ستيفان جيرارد في أفضل حلاتهما البدنية.. لكن روني خيب الظن وكان لاعبا عاديا وكأنه لاعب من درجة ثالثة. خيبة أمل (2) الكامروني صامبال إيتو هو الآخر لم يقدم أي شيء في أول مقابلتين وكان تائها وخارج الموضوع وحتى الهدف الذي سجله في شباك الدنمارك وجاء على اثر هدية لا يمكن أن تضيع حتى من لاعب مبتدئ. الكامروني ملأ الدنيا وشغل الناس قبل انطلاق كأس العالم ليس بمروده الغزير بل بتصريحاته عندما رد بعنف على روجي ميلا وقال لا بد أن يعتذر الهداف العجوز وإلا لن أذهب الى كأس العالم ولم يعتذر ميلا وليت إيتو لم يذهب لأنه سجل حضوره بالغياب عن هذه الكأس العالمية وأصبح يعرف ب«الخائن»، لأنه رأي ميلا تأكد عندما أشار أن ايتو تيفاني في خدمة الأندية وغير مهتم بمنتخب الكامرون. خيبة أمل (3) مهاجم اسبانيا الأول وهدافها دافيد فيا كان خارج الموضوع تماما في اليوم الأول ضد سويسرا اللاعب ظهر وكأنه يلعب لأول مرة في منطقة الجزاء الخاصة بالمنافسين. لعب وحيدا أغلب وقت اللقاء وفشل ووجد في نصف الشوط الثاني الدعم من توريس، لكنه لم يفعل اي شيء حتى أن مهاجم فالنس السابق وهداف المنتخب ولاعب برشلونة بداية من الموسم المقبل لم يعرفه أحد ولا يعرف هل هو الارهاق أم أن طقس جنوب افريقيا البارد قد أثر سلبا في هذا المهاجم الهداف الذي لا يشق له غبار. الخلافة يتحدث خبراء اللعبة عن الموسم الطويل الذي أثر سلبا على عديد النجوم الذين لعبوا مع منتخباتهم وخاصة مع أنديتهم عشرات المباريات.. وإذا كان صاموال إيتو قد جمع حقائبه وبدأ في الاستعداد للعودة الى دوالا حتى على الأقدام، فإن الوقت لا يزال يسمح لهداف اسبانيا بالاستفاقة والحلم بالترشح بعد هزيمة اليوم الأو ل كما أن انقلترا يمكن لها أن تنتفض وتحقق الترشح إذا فازت في اليوم الثالث والأخير.