التأم يوم الأحد 20 جوان 2010 وفي اطار مسابقة لاختيار أحسن فكرة مشروع لقاء مع عدد من الشباب أصحاب الشهائد العليا لتقديم أفكار مشاريع تمرّ بتصفيات مختلفة على أن تحصن المشاريع الفائزة بالمتابعة والتمويل والتبني من طرف عدة مؤسسات وطنية وكذلك أجنبية. هذا اللقاء تشرف عليه جامعة قفصة بالتعاون مع وكالة النهوض بالصناعة اضافة الى مركز الأعمال بقفصة وعدّةمؤسسات اقتصادية وطنيا وبالاشتراك مع شركة j.t.z الألمانية التي رصدت جوائز هامة للملفات العشرة الحائزة على ثقة اللجان المشتركة التي تعنى بدراسة الملفات والالتقاء بالباعثين الشبان. كما أنّ هذه الشركة ستساهم بنسبة هامة في تمويل هذه المشاريع وتوفير جميع السبل التمويلية لكي ترى هذه الأفكار النور شأنها في ذلك شأن جميع الأطراف المنظمة لهذا اللقاء والتي وعد مسؤولوها بتبني أفكار المشاريع الفائزة. أعضاء اللجان التي أشرفت على مناقشة أصحاب المشاريع تفاجأت بالمستوى المتميز لبعض الأفكار مثل فكرة محطة لتوزيع الوقود متخصصة في التزويد بالغاز الطبيعي أو فكرة صناعة الجافال بإمكانيات محليّة.. ولكن الفكرة التي أبهرت الجميع ونالت اعجابهم بالاجماع جاء بها أحد الباحثين الشبان وترتكز حول استخراج وصنع الألياف الصناعية من الفواضل النباتية لبعض المصانع بالجهة حيث تمكن هذا الشاب من اكتشاف علمي باهر بعد اجراء عدّة تجارب علمية بمخابر البحث التابعة لجامعة قفصة وكذلك بمركز عالمي للتربصات التكوينية العلمية بفرنسا (بڤرونوبل تحديدا) وذلك في اطار الشراكة بين المؤسسات وبذلك أمكن لهذا الباحث استخراج عدّة منتوجات من فواضل بعض النباتات الموجودة في بلادنا.. والحال أننا نستورد هذه المنتوجات بالعملة الصعبة باعتبارها تستخرج حاليا من النفط والمشتقات البترولية وهي صناعة تحتكرها بعض الدول المتقدمة. وجدير بالذكر أن دراسة المشروع التي أنجزها هذا الشاب تؤكد على أن تصنيع هذا النوع من الألياف مستقبلا بتونس سيكون في اطار الصناعة المتلائمة مع البيئة (Biodégrodable) اضافة الى أن بلادنا ستستفيد من هذه الصناعة المطلوبة عالميا حيث تستعمل هذه الألياف الصناعية في صناعة الطائرات والسيارات وفي مجال البناء وفي المجال السمعي البصري وفي صناعة الهواتف النقالة ولعلّ تونس بذلك ستصبح أول المصدرين لهذا المنتوج في العالم وهي التي تستورده حاليا بالعملة الصعبة.