أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن المتمرّدين الأكراد لن يتمكنوا من منع تركيا من أن تصبح دولة قوية متعهدا بالاستمرار في مقاتلة متمرّدي حزب العمال الكردستاني المحظور حتى القضاء عليه نهائيا. وشهدت الأيام الماضية تصعيدا ميدانيا خطيرا بين المتمردين الأكراد والجيش التركي الذي فقد 11 جنديا في أحدث الهجمات الكردية على مواقعه. تهديدات قوية وقال أردوغان خلال مراسم جنازة عسكرية أقيمت في مدينة فان شرق تركيا للجنود الذين قُتلوا السبت الماضي أن «تركيا لم تستسلم قط للعنف ولن تخاف أبدا». وأضاف أردوغان أن «هذا النوع من الهجمات الدموية لن يتمكن من تحويل اتجاه مسار أمتنا لتنمو وتصبح دولة ذات احترام» متوعدا المتمرّدين الأكراد بالموت غرقا في دمائهم. وقد أجرى الرئيس التركي عبد الله غول أمس محادثات مع كبار المسؤولين بالحكومة والجيش لبحث سبل الردّ على موجة الهجمات التي نفّذها حزب العمال الكردستاني. وقال رئيس أركان الجيش التركي إليكر باشبوغ ان الصبر هو مفتاح النصر على المتمردين الأكراد. ومن جانبها وجّهت المعارضة التركية انتقادات الى حكومة أردوغان واتهمتها بتهديد الوحدة الوطنية من خلال نهجها بإجراء اصلاحات لفائدة الأكراد المقدّر عددهم في تركيا بما بين 12 مليونا و15 مليونا. وطالب زعيم القوميين الأتراك دولت بهجلي بفرض حالة الطوارئ في جنوب شرق تركيا، التي رفعها حزب أردوغان لدى وصوله الى السلطة عام 2002، كما طالب بفرض منطقة عازلة في شمال العراق. وأسفر النزاع الكردي في تركيا عن سقوط أكثر من 45 ألف قتيل منذ بداية تمرّد حزب العمال الكردستاني عام 1984. وهدّد الحزب أمس الأول على لسان الناطق باسمه بنقل الحرب الى داخل المدن التركية قائلا ان تركيا تريد أن تأخذنا الى حرب» حسب تعبيره. مساعدات أمريكية في الأثناء أعلن السفير الأمريكي في تركيا جيمس جيفري أمس أن الولاياتالمتحدة على استعداد لزيادة مساعدتها لهذا البلد في مكافحته المتمردين الأكراد إذا طلبت أنقرة ذلك. وقال جيفري ان «حزب العمال الكردستاني عدو مشترك لتركيا والولاياتالمتحدة وإننا ندعم بقوة الجهود التي يبذلها حلفاؤنا الأتراك لوضع حدّ لهذا التهديد الارهابي». وتصنّف واشنطن حزب العمّال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. وتابع السفير التركي أنه «لم يحصل أي تغيير على مستوى تبادل خدمات الاستخبارات الأمريكية والتركية بشأن حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. من جانبها أدانت المفوضية الأوروبية بشكل حازم الهجمات التي شنّها مسلحو حزب العمال الكردستاني ضد مواقع الجيش التركي على الحدود مع العراق. وعبّرت المفوضية عن «أسفها» لإعلان الحزب العودة الى العمل العسكري. وأوضحت أنجيلا فيلوته، المتحدثة باسم المفوض الأوروبي المكلف بشؤون التوسيع، أن الاتحاد الأوروبي يأمل أن يتم التوصل الى حل للمسألة الكردية عبر المفاوضات، حيث ترى أوروبا أن الخيار العسكري لن يؤدي الى نتيجة».