درس جديد في حب العمل والايمان العميق بقدرة المرأة على الابداع والتألق في شتى المجالات والتمييز وترك بصمة متفردة في الاضطلاع بمهام كبرى وحساسة نكتشفه معا من خلال هذه الرحلة الشيقة مع مختلف المحطات المهنية للسيدة منيرة بن فضلون التي تشغل حاليا خطة رئيسة بلدية الكرم ومديرة مهرجان الكرم. هي امرأة ناجحة بأتم ما تحمل الكلمة من معنى كيف لا وهي التي استطاعت ان توفق بين ثلاث مجالات لا تقل أهمية الواحد منها عن الاخرى، حيث ابدعت في مجال العمل الجمعياتي والسياسي ووفقت في تكوين أسرة ناجحة ومتماسكة أظهرت قدرة كبرى على العمل التطوعي ومساعدة الآخرين. كل هذا كان بفضل التصرف المحكم في الوقت والايمان بالعمل من أجل الآخرين. **رحلة التميز الى جانب اضطلاعها بمهمة رئيسة بلدية الكرم تشغل السيدة منيرة بن فضلون وظيفة طبيبة مراقبة تابعة لبلدية تونس باعتبار ان مهمتها الأولى والأساسية هي الطب. فبدايتها كانت بدراسة الطب بكلية الطب بتونس هذه الشعبة اختارتها ضيفتنا عن حب لما في هذه المهنة من قيمة انسانية كبرى ومدى مساهمتها في مساعدة الآخرين باعتبار أن حب العمل الانساني يسكن وجدان السيدة بن فضلون ويميز كل نشاطاتها. كانت المثابرة والاصرار على النجاح والتمييز من أهم المبادئ التي آمنت بها السيدة منيرة بن فضلون وتقول في هذا الصدد: «لقد تميزت حياتي بنشاط كبير وهذا راجع لطبيعة شخصيتي فأنا انسانة لا اعترف بوجود أوقات فراغ وأنه ليس الراحة استراحة بل أنها القيام بنشاط مخالف للنشاط الذي كنت بصدد القيام به لذلك عملت على المراوحة بين الدراسة والالتزام بنشاطات رياضية مختلفة من ذلك مثلا انخراطي بجمعية النادي الافريقي حيث تمكنت من احراز عديد الميداليات والجوائز في هذا المجال وكنت احرص على الالتزام بالتمارين الرياضية وايجاد سبيل للتوفيق بين الدراسة وهذا النشاط. وتضيف محدثتنا ان الرياضة كانت فاتحة أنشطة جمعياتية مكثفة فهي عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي، مساعدة رئيس جمعية النادي الافريقي، عضو المجلس الوطني للمرأة وأخيرا مديرة مهرجان ليالي الانس بالكرم. وعن سؤالنا لها حول كيفية توفيقها وجمعها بين مختلف هذا الانشطة والمهام أجابتنا ان تنظيم الوقت وترتيب اعمالها حسب الاولوية والتخطيط المحكم لكل مرحلة من مراحل حياتها المهنية وتكوين علاقات مثمرة الى جانب التخلي عن الأنانية والتفكير المصلحي سمح لها بالتميز والنجاح في كل أعمالها. **تحديات ورهانات عمل المرأة في المجال السياسي مهم وحساس في الآن ذاته ويجعل الفرد في مواجهة مستمرة مع تحديات ورهانات وهذا الامر يدفع بها الى ان تكون اكثر جدية وأكثر حرصا على الحفاظ على ما وصلت اليه من مكاسب و تدعيم ذلك بفضل مجهودات اضافية وهامة وكذلك الشأن بالنسبة للسيدة منيرة بن فضلون فقد جعلت من حياتها مجموعة من الرهانات التي يجب تحقيقها وتطويرها ولعل المراهنة على تطوير وضعية المرأة التونسية وانارة الرأي العام تبقى من الاولويات التي تحرص على تحقيقها وتقول في هذا الشأن انها تجد سعادة كبيرة عندما تتمكن من ايصال المعلومة المرجوة ابلاغها خاصة اذا كانت الشريحة المستهدفة هي المرأة وتضيف انها خلال اجتماعاتها ضمن اطار النشاط التابع لاتحاد المرأة الوطنية حينما تنجح في شرح وتقريب بعض القوانين من ذهن المرأة تشعر بسعادة كبرى والشيء مثله يحصل لها عندما تلبي رغبة المواطنين وتحقيق مصلحة جماعية لفائدة متساكني الكرم في اطار عملها كرئيسة بلدية هذه المنطقة. وتعرّج السيدة منيرة بن فضلون في حديثها عن بعض الصعوبات التي تعترضها خلال مسيرتها الحافلة بالنشاطات والمهام المختلفة وتؤكد ان أكبر صعوبة تواجهها الآن تتمثل في ادراك رضاء الناس وتحقيق مكاسب هامة تعود بالنفع على الجميع وتضيف أن ارضاء المواطن التونسي الذي اصبح اكثر نضجا وتفتحا غاية لا تدرك ناهيك وأنها أول رئيسة بلدية بالكرم ورابع رئيسة بلدية على المستوى الوطني وترى السيدة منيرة ان المواطن التونسي لازال محترزا من نجاح المرأة في الاضطلاع بمهام كبيرة خاصة اذا كانت هذه المرأة تتولى مهمتها في منطقة شعبية، لذلك فهي مطالبة بالعمل المضاعف والسير بخطى ثابتة والسعي الى كسب ثقة المواطن حتى يتفاعل معها ويساهم في انجاح المشاريع المزمع القيام بها. **النجاح الأسري مهم تبهرك السيدة منيرة بن فضلون بتواضعها وتفتحها ورجاحة عقلها واعطاء لكل ذي حق حقه، فهي درس في حسن التصرف والمسؤولية الواعية التي تقرّ بأهمية تكامل الادوار عندما تعلن ان نجاحها في المجال العملي لا يرقى الى مستوى نجاحها كربة بيت وأم مسؤولة عن تربية ابنائها على الحب والاحترام وضرورة مساعدة الآخرين. وتقول انها تسعى الى الفصل بين حياتها العملية وحياتها الأسرية فنجاحها على المستوى الاجتماعي لم يجعلها تتنكر لأهم مهمة موكلة لها في الحياة ولعب دورها الطبيعي كأم وزوجة تحترم زوجها وتأخذ بنصائحه وتتصرف وفق مشروته وتضيف ان زوجها يعتبر أهم سند لها في حياتها العملية وان نجاح ابنائها وتنشئتهم تنشئة سليمة وصالحة أهم مكسب لها في الحياة ويأتي في المرتبة الاولى قبل كل شيء. وتذكر السيدة منيرة بن فضلون بأهم شروط النجاح والمتمثلة بالاساس في الاقتناع بالعمل الذي تقوم به وبجدواه. التضحية من أجل الغير، حب تونس وتقبل النقد البناء الذي يدفع الفرد الى تحسين مردوده العملي وتختم قائلة: على الناشئة الاطلاع على تجارب من سبقوهم واستخلاص العبرة حتى يستطيعوا المضي على النهج نفسه وتحقيق النجاح في الحياة.