هي مختصة في علم النفس والأنتروبولوجيا انضمت إلى جامعة الزيتونة وأصبحت واحد من اطاراتها التربوية. فبفضل العمل على لا مركزية عمل المرأة وبفضل الاصلاحات التربوية الجديدة تمكنت الدكتورة اقبال الغربي من الالتحاق بجامعة الزيتونة وبالتحديد بالمعهد الأعلى لأصول الدين لتدريس مادة علم النفس وكان ذلك سنة 1993 اثر تخرجها من جامعة السربون وتحصلها على شهادة الدكتوراه. أسست السيدة اقبال الغربي لمسيرتها الدراسية الناجحة منذ البداية حيث عملت على اختيار شعبة جامعية كان الاقبال عليها قليلا وهي شعبة علم النفس. فمنذ التحاقها بكلية الآداب 9 أفريل راهنت على التميز والغوص في تخصصها، نجاح السيدة اقبال لم يكن وليد الصدفة والحظ وإنما أفرزته عديد العوامل والأسباب لعل من أهمها انتماءها إلى عائلة تجل العلم وتقدسه وتحرص على جعله من أولويات اهتماماتها، فالدكتورة اقبال حباها اللّه بأب مثقف ومضطلع في علوم القرآن فهو «زيتوني» برع في حفظ القرآن وتفسيره. وبفضل ثقافة هذا الأب الطموح واصلت اقبال الغربي دراستها وتطلعت إلى نيل أحسن وأعلى الشهادات الجامعية. كما لعبت والدتها دورا هاما في تشجيعها وتوفير الظروف الملائمة للدراسة والبحث العلمي فشبت ضيفتنا على حب العلم والمعرفة والاجتهاد في العمل. من جهة أخرى تقر الدكتورة اقبال الغربي بدور زوجها في تشجيعها على مواصلة مشوارها الدراسي. فاشتراكها في القيم نفسها وإيمانهما بنفس المبادئ وموقفهما المتقارب من الحياة كان دافعا أساسيا وقويا جعلها ترتقي سلّم النجاح بأمان وتوفيق كبيرين فكما أن للتقارب العاطفي بين الزوجين دورا كبيرا في استقرارهما ونجاحهما في الحياة فإن التقارب الفكري وتقاسم نفس الاهتمامات لا يقل أهمية عن الأول ويعتبر عاملا أساسيا في نجاح المرأة بصفة خاصة هذا ما صرحت به الدكتورة اقبال الغربي مرحلة السربون درس في كيفية التعامل مع الآخر ومعرفته لعلّ من أهم المراحل التي عاشتها الدكتورة اقبال الغربي هي تلك التي قضتها بين أسوارجامعة السربون بباريس حيث تمكنت من التعايش مع الآخر (الغربي) ومعرفته عن كثب. وقد قالت السيدة اقبال الغربي عن دراستها بجامعة السربون «أنها فترة ايجابية جدا بل أكثر من ذلك رائعة» خرجت منها بنتيجة مفادها أن النخبة الفرنسية نخبة متسامحة ومنفتحة على الآخر بغض النظر عن دينه وجنسيته وثقافته. وتضيف السيدة اقبال الغربي انها لم تشعر بالغربة هناك وانها لم تواجه بمعية زملائها التونسيين والعرب أية مشاكل من قبيل التمييز العنصري أو الاقصاء أو التهميش فزملاء الدكتورة اقبال الغربي بجامعة السربون كانوا من جنسيات مختلفة (من اسبانيا أمريكا اللاتينية ايران وغيرها من البلدان الغربية الأخرى) هذا الاختلاف سواء من الجنسيات أو الانتماءات الفكرية خلق أجواء ممتعة للحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر فكان نوعا من التثاقف والتلاقح الحضاري بين مختلف النخب التي ضمتها جامعة السربون آنذاك. وقد انعكست هذه المرحلة الدراسية بشكل ايجابي على طموحات الدكتورة اقبال الغربي وحفزتها على مزيد النجاح والرقي الفكري. نجاح ابني فوق كل نجاح بعيدا عن أجواء الدراسة والبحوث العلمية التي نجحت فيها السيدة اقبال أردنا معرفة الجانب الشخصي في حياتها وبالأخص كيفية تعاملها مع محيطها الأسري. وتقول السيدة اقبال الغربي الأستاذة والباحثة الجامعية انها تولي أسرتها اهتماما خاصا وتحرص على الحفاظ على نظام معين من العلاقات قوامه الاحترام المتبادل والاهتمام الكبير بكل أطرافها سواء تعلّق ذلك بالأسرة الموسعة أو عائلتها الصغيرة المتكونة من ثلاثة أفراد. ويحتل ابنها المرتبة الأولى من حيث الأولويات الحياتية بالنسبة لها فبفضل أوقات فراغها المتعددة تقوم برعاية ابنها بنفسها وتهتم بطعامه ونظافته وتساعده في دراسته. وحسب رأي الدكتورة اقبال الغربي فإن الشؤون المنزلية أمور تحتاج إلى وقت وجهد ولا يمكن بحال من الأحوال أن تقوم المرأة ذات النشاطات الاجتماعيات المتعددة بالأعمال المنزلية وأن تنهض بالأعباء المنزلية بمفردها لذلك لابد من الاستعانة بمعينة منزلية توكل إليها هذه المهمة.. وهو ما فعلته عندما اختارت معينة منزلية تتوفر فيها الشروط اللازمة كالمستوى التعليمي والأخلاقي. نشاطات مكثفة إلى جانب اضطلاع الدكتورة اقبال الغربي بمهمة التدريس بالمعهد الأعلى لأصول الدين انخرطت بعديد الجمعيات والمنظمات كمساهمة منها في تفعيل دور المرأة وتطوير مردودها الثقافي والاجتماعي فهي: عضو بمجلس الجامعة. عضو بالمجلس العلمي بالمعهد الأعلى لأصول الدين. عضو بمنظمة «س.و.س» ومهتمة بالأطفال فاقدي السند. مستشارة بالمنظمة العالمية «اليونيساف» UNISEF كما تساهم في مختلف الصحف والمجلات الوطنية بتسليط الضوء على مختلف الشؤون والقضايا التي تخصّ المرأة العربية وتتمثل اسهاماتها في هذا المجال في نشر مقالات رأي وتحليل تتعلّق بقضايا المرأة العربية. صعوبة الانتداب تقول السيدة اقبال ان مسيرتي الدراسية كانت خالية من الصعوبات والعراقيل وهذا أمر أحمد اللّه عليه كثيرا ولكن الصعوبة الوحيدة التي واجهتني تتعلق بتعييني بجامعة الزيتونية باعتبار احتكار العنصر الرجالي لهذه المؤسسة الجامعية. فكنت أول امرأة مختصة في دراسة علم النفس والانتروبولوجيا تلتحق بالمعهد الأعلى لأصول الدين وقد تم انتدابي في إطار الاصلاح التربوي بجامعة الزيتونة الذي جعل من التعليم الزيتوني تعليما متعدد الاختصاصات ومنفتح على بقية العلوم الأخرى. وبالتالي التخلي عن المنهج الاحادي الذي سيطر لسنوات طويلة على التعليم الزيتوني. وتشير الدكتورة اقبال الغربي ان المرأة الباحثة بالجامعة الزيتونية تعيش زمن التمييز الايجابي والتشجيع المطلق من قبل الهياكل الادارية سواء في الجامعة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا فكلما كانت هناك ندوة علمية بالخارج أو مشروع بحث إلا وكانت الأولوية المطلقة للمرأة فجامعة الزيتونة حريصة جدا على نجاح العنصر النسائي وتسجيل حضوره العلمي بصفة متميزة. ناجية المالكي