سميرة مودود عرافة هي أول امرأة تدخل غمار العمل بالقطاع السمعي البصري بالادارة التقنية لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية فهي من جنود الخفاء الذين ساهموا في ارساء اللبنات الاولى للصورة بالتلفزة التونسية. دخلت هذا الميدان منذ بداية السبعينات وكانت المرأة الوحيدة التي تلتحق بالادارة التقنية لمؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية. وقد عرفت حياتها طيلة ثلاثة عقود من عملها بالمؤسسة عديد الأحداث والتحولات حاولنا الاطلاع عليها والخوض معها في بعض تفاصيل حياتها. ما لا يعرفه البعض عن السيدة سميرة عرافة هو كونها زوجة المخرج التونسي حمادي عرافة الذي أخرج عديد المسلسلات الرمضانية الناجحة والتي امتعت الجمهور. فارتباطها بمخرج تلفزي انعكس على حياتها الشخصية وحدد اتجاه أبنائها في الحياة. وعن بداياتها تقول السيدة سميرة رغم الحلم الذي راودني بالالتحاق بمهنة الطب إلاّ أن القدر وضعني في هذه المهنة وقد وجدتها ممتعة نظرا لحبي الكبير لهذه النوعية من الأعمال فعلمت في البداية بخلية المونتاج (عملت بمونتاج المسلسلات والمنوعات) ثم واصلت دراستي الى أن تحصلت على شهادة مهندسة أولى في التقنيات السمعية البصرية. **شروط أساسية النجاح في العمل واثبات الذات غالبا ما يكون محفوفا بعديد التحديات والمصاعب وأحيانا مشاكل متعددة وللخروج من بعض الوضعيات الحرجة كان لا بد من رسم منهجا ومسارا محددا يسير وفقه الشخص الراغب في اعتلاء منابر النجاح واثبات الذات الفاعلة في المجتمع. والسيدة سميرة عرافة لم تحد عن هذا المسار بل جعلت التفاني في العمل والسعي الى تعزيز مكانة المرأة في مجالها من الرهانات الأساسية التي طبعت مسيرتها المهنية وتقول أنها استطاعت فرض ذاتها وسط مجال لا يعمل به إلا الرجال فاحترمت ذاتها ووثقت بقدراتها واستعانت بالله العظيم في كل أعمالها فكان النجاح حليفها بالرغم من اضطلاعها بمهام ثلاثة في الآن ذاته كطالبة جامعية وموظفة وربة أسرة واستطاعت بفضل تنظيمها للوقت ووعيها بضرورة التوفيق بين دورها كربة أسرة وكامرأة عامة. كما تعزو نجاحها في الحياة بصفة عامة الى تشجيع والدها لها ودعمه المعنوي لها والوقوف الى جانبها في كل مرحلة جديدة من مراحل حياتها سواء المهنية أو الشخصية. بالاضافة الى ذلك تشيد السيدة سميرة عرافة بدور الكشافة التي ساهمت في تربيتها على حب العمل والمثابرة والتواصل المثمر مع الغير وهذه الأشياء ساعدت كثيرا خاصة اذا ما تعلق الأمر بنوعية علاقاتها مع زملائها أثناء أوقات العمل. **نجاح أسري نجاح المرأة في العمل يبقى نسبيا وغير مكتمل لأن المرأة هي المسؤلة بالدرجة الأولى على خلق أسرة متماسكة وأبناء متوازنين نفسيا وعاطفيا فإن السيدة سميرة عرافة تولي أهمية كبرى لأسرتها وبيتها وباعتبارها زوجة مخرج فإن حياتها العائلية لها طابع خاص وتعيش بطريقة مختلفة خاصة اذا كان زوجها السيد حمادي عرافة بصدد تصوير عمل تلفزيوني. وتقول السيدة سميرة ان حياتها العائلية يسودها الحب والاحترام فحبها لزوجها وأولادها يعطيانها الدفع المعنوي اللازم لمواصلة عملها بنفس جديد وتقول السيدة سميرة أنها رومنسية حتى النخاع وأن الحب هو المقوم الأساسي في علاقتها بالمحيطين بها وأنها تعيش حياة مستقرة مع زوج متفهم وحنون كما أن نظام عمل زوجها يتطلب منها أن تكون أكثر تفهما نظرا لما يتطلبه عمله من تركيز كبير لذلك فهي حريصة على نجاحه في عمله بتوفير الراحة النفسية اللازمة له. وتشير الى اعتزازها بتوجيه أبنائها نحو الدراسة والتخصص في مجال القطاع السمعي البصري وتطمح أن يكون أبناؤها ناجحين في هذا الميدان بالذات وتحدثت أيضا عن علاقات الصداقة في حياتها موضحة أنها تؤمن بالصداقة وهي مع ضرورة اختيار الصديق المناسب الذي يستطيع منح صديقه ما يحتاجه بكل صدق واخلاص. **أحداث لا تنسى لكل منا ذكريات واحداث يمكن أن تشكل منعرجا في حياة الإنسان وهو ما حدث للسيدة سميرة حيث تذكر الحادث المروري الخطير الذي تعرضت له مع ابنتها واستطاعت النجاة بفضل الله سبحانه وتعالى من موت محقق هذا الحادث جعلها أكثر ايمانا بالله وتؤمن أنه لا المال ولا المركز الاجتماعي يمكن أن تعوض صحة الإنسان وراحته النفسية. فرغم انخراطها في أكثر من نشاط جمعياتي ورغم نجاح زوجها في عمله إلا أنها حريصة جدا على المحافظة على الهدوء والسكينة العائلية حتى تتمكن من العيش بسلام ودون مشاكل لا صحية ولا نفسية.