منطلقها في الحياة النجاح في تكوين أسرة متماسكة ومستقرة وهدفها تحقيق ذاتها في عالم العمل والعطاء بالاعتماد على قدراتها الذاتية وعزيمتها الثابتة. لذلك ترى السيدة آمال عباس أن نجاحها في العمل هو رهين نجاحها الأسري وأن هذا الأخير هو أساس كل نجاح في الحياة بصفة عامة. «الشروق» التقت هذه السيدة وخاضت معها عبر حديث مطوّل في تفاصيل مسيرتها نحو تحقيق النجاح المهني وعن مكانة الأسرة لديها وعن أهم العوامل التي ساعدتها على اثبات ذاتها في ميدان عملها. السيدة آمال عباس هي أول امرأة تونسية تؤسس وتدير شركة ملاحة وهي شركة تهتم بالاجراءات الادارية الخاصة بالبواخر والسفن التي تصل الى مختلف الموانئ التونسية وهذه الشركة لها فروعها في كل من سوسة صقاقس بنزرتقابس وحلق الوادي. وتتمثل مهمة هذه الشركة في الاشراف على اخراج السلع من البواخر وتحليلها وحفظها في الاماكن المناسبة الى أن يتم توزيعها كما تتكفل الشركة بمهمة ملء البواخر بالسلع المحلية المعدة للتصدير قبل مغادرتها الموانئ التونسية. **البحث عن التمييز اقتحام السيدة آمال عباس هذا المجال (مجال الخدمات الملاحية)، ليس بالامر الهين ولا السهل بل اقتضى منها تضحيات كبيرة تمثلت بالخصوص في محاولتها التوفيق بين عملها خارج البيت واثبات وجودها كامرأة فاعلة في المجتمع ورعايتها لابنائها الصغار وكان كل ذلك على حساب صحتها الجسدية وراحتها النفسية. وتقول السيدة آمال عباس انها امرأة تعشق التحدي وتحب التميز لذلك توجهت للاستثمار في قطاع الخدمات الملاحية البحرية، وان هذا التوجه وان كان لم يتطلب منها رأس مال ضخم إلاّ أنه وضعها أمام تحدّ كبير لاثبات ذاتها لا سيما وأن هذا القطاع كان حكرا على الرجال فقط، كما أنها واجهت صعوبة من نوع خاص تمثلت بالأساس في رداءة وسائل الاتصال خلال أواخر سنوات السبعينات وبداية الثمانينات وعدم تطورها باعتبار ارتكاز هذا العمل على وسائل الاتصال حتى يتم التنسيق بين صاحب الباخرة المحملة بالسلع ومقرّ الشركة بالاضافة الى صعوبة ايجاد عملاء بصفة سريعة، لارتكاز هذه المهنة وهذا المشروع بالذات على شبكة قوية من العلاقات. **شروط لابد منها السيدة آمال عبّاس من اللواتي يؤمنّ ايمانا قويا بقدرة المرأة التونسية على التميز واقتلاع مكانها ضمن المنظومة الاجتماعية وابراز وجودها كعنصر فاعل في الدورة الاقتصادية، لذلك كانت ضيفتنا متأكدة من أن اتباعها لمبادئ معينة والتزامها بشروط واضحة كعملها بضمير وثقة بالنفس وتحليها بالعزيمة المثابرة كفيلة بايصالها الى مرتبة هامة من النجاح وتجلى ذلك بالخصوص في بعث فروع لشركتها في كل الموانئ التونسية وتحقيق النجاح المطلوب للاستمرار في العمل في هذا القطاع. وتحرص السيدة آمال على تمرير دعوة لكل التونسيات الراغبات في النجاح والتميز تتمثل في ضرورة الايمان بقدراتهن على الخلق والابداع والتحلي بالعزيمة القوية القادرة على تحويل الحلم الى حقيقة ملموسة. **النجاح الأسرى فوق كل نجاح دخولها مجال المال والأعمال والتجارة وتحقيقها لرصيد هام من النجاح المادي والاجتماعي لم يجعلها تتنازل عن أسرتها وزوجها معتبرة ان استقرار أسرتها ونجاح ابنائها في الحياة ورضاء زوجها عنها من أهم الأهداف التي تحرص على تحقيقها، ولذلك فهي تقدر زوجها وتحترمه وتعتبره عنصرا مهما في نجاحها العملي، وتقول ان منزلها وأسرتها وزوجها وأولادها ووالدها الذي هو سبب نجاحها في الحياة هم قبل كل شيء وهم الأساس في حياتها يليه نجاحها في العمل ونظرا لأهمية الاسرة في حياة السيدة آمال عباس فانها فضلت ان تنشط في الاتحاد الوطني للمرأة كعضو مختصة في الطفولة والاسرة الى جانب عضويتها في المجلس الاقتصادي.