اليوم تودع مدينة المنستير ابنا آخر من أبنائها البررة. فبعد رحيل الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية ها أنها تشيع إلى مثواه الأخير المرحوم الأستاذ محمد مزالي الوزير الأول الأسبق في فترة المنتصف الأول من الثمانينات بعد أن وافاه الأجل المحتوم باحدى مستشفيات باريس. ومن المنتظر أن تكون الطائرة المقلة لجثمانه قد حطت مساء أمس بمطار بورقيبة الدولي بسقانص المنستير وعلى متنها عدد من أفراد أسرة الفقيد ليتم نقل الجثمان إلى مسكن الراحل ليقضي الليلة هناك، وفي حدود منتصف نهار اليوم ينطلق موكب الجنازة من جهة سقانص في اتجاه جامع بورقيبة حيث تقام صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة. في مقبرة الإمام المازري الأخبار التي استقتها «الشروق» من مصادر جديرة بالثقة تؤكد بأن جنازة الفقيد محمد مزالي سيحضرها 3 من أعضاء الديوان السياسي وهم السادة عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة المستشار الخاص الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وفؤاد المبزع رئيس مجلس النواب ومحمد الغرياني الأمين العام للتجمع. ٭ المنجي المجريسي الفقيد محمد مزالي وعلاقته بمسقط رأسه: كان مناضلا ورائد الحركة الأدبية والفكرية بالمنستير المنستير الشروق : الفقيد محمد بن شعبان مزالي الذي وافته المنية عن سن تناهز 85 عاما عرف في مسقط رأسه مدينة المنستير بنشاطه الفكري والثقافي ونضاله السياسي فقد انتمى الى الحزب الحر الدستوري التونسي وهو في أوج الشباب مستغلا علمه وثقافته في توعية الجماهير وجعل من اشرافه على جمعية الطالب المنستيري وسيلة لاستنهاض الهمم وبث الوعي في صفوف أبناء شعبه ومن الفن المسرحي أفضل مسلك لتأجيج روح الوطنية وخاصة في نفوس الشباب. وقد كان ضمن الوفد المنستيري الذي أدى زيارة الى محمد الأمين يوم 2 سبتمبر 1952. وقد شارك 41 عضوا من مختلف الفئات والاصناف في هذه الزيارة التي ضمت عددا من المناضلين والاساتذة والمعلمين والتجار والعملة وترأسه الشيخ محمود عباس باش مقني رئيس الدائرة الشرعية بالمنستير وكان الفقيد محمد مزالي انتخب أول رئيس لجمعية الطالب المنستيري عقب الجلسة التأسيسية لهذه الجمعية التي ترأس أولى جلساتها العامة وذلك يوم 17 جويلية 1945 وانتخب وقتها علي حرزا& كاهيته والهاشمي السعدي ومحسن عباس في خطتي الكتابة العامة وأمانة المال. هوايته ومن هوايات الفقيد محمد مزالي المسرح، فقد شغف به كثيرا في شبابه، وقد تقمص أدوار البطولة في العديد من المسرحيات، وكان الى جانب الصادق جعفورة وحسين رحيم والحبيب نويرة وأحمد وناس وعلي غديرة ومحمود الشاوش ومحمود حميدة والشاذلي الدرويش ومحسن الزين وحمادي الباجي ومحمد حرزا& وحسن البرڤاوي من أبرز العناصر التي قدمت عديد المسرحيات نذكر من بينها «لويس الحادي عشر» و«شهداء الوطنية» و«سجين القصر» و«مصرع كليوبترا» و«صلاح الدين الأيوبي» و«عبد الرحمان الناصر» و«صرخة الجزائر». محمد مزالي الثالث وأسرة مزالي من أعرق العائلات بالمنستير، وتفيد المصادر بأن محمد مزالي الاول عاش في القرن السابع للهجرة ويدعى أبوعبد ا& محمد بن موسى ابن النعمان مزالي. وهو إمام عالم عرف بالورع والزهد وقد رجع من الحج سنة 639ه وله كتاب اسمه مصباح الظلام في المستغيثين بسيد الأنام في اليقظة والمنام. أما محمد مزالي الثاني فقد ولد سنة 1148ه وتوفي سنة 1234ه، اي انه عاش تقريبا 86 سنة لكن بالتقويم الهجري. لكن بالتقويم الميلادي قد يكون عاش 84 عاما وهو ما يقارب ما عاشه الراحل محمد مزالي الذي قد يلقب بمحمد مزالي الثالث الذي يتشابه في مسيرته الفكرية والادبية مع أجداده باعتباره رجل فكر وأدب، علما وان محمد مزالي الثاني تولى الافتاء سنة 1200ه والامامة والخطابة بالجامع الاعظم بالمنستير سنة 1224 وتدريس العلوم بعد نقل ضريح الإمام المازري الى مقامه المعروف الآن.