أكدت حركة «طالبان» أمس عزمها على مواصلة القتال حتى رحيل قوات الاحتلال الاجنبي بصرف النظر عمن يعيّن قائدا لهذه القوات، وذلك غداة اقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من مهامه وتعيين ديفيد بتريوس الذي يوصف بأنه «بطل الحرب في العراق» خلفا له في أفغانستان وأكد المتحدث باسم «طالبان» عدم اكتراث الحركة لمن يعيّن قائدا للقوات الدولية في البلد. وقال يوسف أحمدي في اتصال هاتفي من مكان مجهول «لا يهمنا من هو القائد، أكان ماكريستال ام بتريوس، موقفنا واضح سوف نقاتل المحتلين حتى رحيلهم». استراتيجية فاشلة وعلّقت حركة «طالبان» على قرار اقالة الجنرال الأمريكي بالقول إن أوباما عزل ماكريستال لتحميله مسؤولية فشل سياسته. وقالت الحركة في بيان لها ان «استراتيجية أوباما فاشلة لكنه ماكر ويحاول التبرؤ من ماكريستال للحفاظ على صورة حزبه في أمريكا والعالم» مؤكدة ان «الصراع في أفغانستان لا يمكن حسمه من خلال تغيير الجنرالات». في المقابل أعربت الحكومة الأفغانية امس عن أسفها لإقالة ماكريستال الذي زعمت انه يُنسب له الفضل في تقليص الخسائر بين المدنيين، لكنها قالت انها لا تتوقع ان يُحدث ذلك تغييرا في الاستراتيجية. وقال الجنرال ظاهر عظيمي وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية «كنّا نأمل ألا يرحل لكن هذه مسألة داخلية بالنسبة الى أمريكا». وأضاف عظيمي مشيرا الى بتريوس «ننتظر منه ان يتبع تقييم ماكريستال الذي قلّص الخسائر في الارواح بين المدنيين وقلّص الاعتقالات ومداهمة المنازل والذي استند الى استراتيجية تنسيق العمليات». أعلى خسائر ويأتي هذا التغيير المفاجئ على رأس القوات الدولية في أفغانستان في وقت تسجل أعلى خسائرها منذ اجتياح البلد عام 2001، فقد قُتل 79 جنديا في ثلاثة أسابيع مما يجعل من جوان الشهر الأكثر دموية في صفوف القوات الأمريكية والاطلسية المنتشرة هناك. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس مقتل 4 جنود بريطانيين في حادث سيارة بأفغانستان ليرتفع بذلك عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا هناك منذ الغزو الى 307 جنود. ورغم ذلك صرّح قائد جيش الاحتلال البريطاني في أفغانستان امس بأن قوات بلاده قد تبقى هناك لمدة 5 سنوات اضافية. وكان 10 جنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في أفغانستان (إيساف) قتلوا أمس الاول، وهي المرة الثالثة خلال هذا الشهر، التي يُقتل فيها 10 جنود في يوم واحد. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرّح بأن قوات بلاده لن تبقى في أفغانستان يوما واحدا أكثر مما يلزم.