(الشروق) تونس ولاية الطارف الجزائريّة: السفر الى الشقيقة الجزائر برّا عبر الحدود الشماليةالغربية ممتع الى أقصى درجات الامتاع وسط المناظر الطبيعية الجبلية الخلابة ووسط منعطفات الطريق الصاعدة والنازلة والدائرة بقمم الجبال وسفوحها، وأنت تدخل التراب الجزائري وكأنّك لم تُغادر تونس برغم اجراءات الشرطة الحدودية والجمارك من الجهتين، وحتى وأنت تلج الى عمق الأراضي الجزائريّة تهزّك نفس المناظر وتلقاك نفس الشخوص ونفس السلوكات واللهجات المتقاربة ..لا تدري هل أنت فعلا غادرت تونس أم أنّك مازلت داخل تُرابها. من مبعوثنا الخاص: خالد الحدّاد هذه المشاعر غمرت جميع الفريق المرافق (ممثلين عن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين وعدد من وسائل الاعلام الوطنية والأخت فتحية عدّالة عن الوكالة التونسية للاتصال الخارجي) في رحلة الى ولاية الطارف الجزائريّة بدعوة من الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين للمشاركة في جامعتها الصيفية الأولى التي انعقدت تحت شعار «البيئة والاعلام» وحضرها في افتتاحها على وجه الخصوص السيّد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثّل الشخصي للرئيس بوتفليقة وعدد من المسؤولين المحليين بالولاية وجمع غفير من الصحافيين الجزائريين من مختلف وسائل الاعلام، كما حضر أشغال الجامعة الصيفية الأولى للصحافيين الجزائريين وفد اعلامي من الجماهيرية الليبية يتقدمهم رئيس رابطة الصحافيين الليبيين السيّد عاشور التليسي. علاقات أخوية وترابط أشغال الجامعة عكست والى درجة كبيرة عمق العلاقات الأخوية التي تربطُ الأشقاء الجزائريينوالتونسيين والليبيين في استحضار صادق لترابط المصالح المشتركة والعادات والأصول الثقافية والحضارية الواحدة وحتى الطبيعة المترابطة والمتشابهة والتي ترفضُ التجزئة أو التفرقة والتقسيم. فعلى طول الحدود الشماليةالغربية بين تونسوالجزائر انطلاقا من المركز الحدودي المشترك ب«ببُّوش» وصولا الى بلدة «أم الطبول» والقالة القديمة والجديدة وأرياف «بوقوس» وعلى طول المحمية الوطنية بالجهة والتي تمسحُ ما يزيد عن 8 آلاف هكتار والتي تحتوى على ثروة بيئية فريدة هي الوحيدة في كامل القارة الافريقيّة والمتمثلة في عدد من البحيرات الجبلية الرائعة والتي ما تزال تحتفظ ببريقها الطبيعي الخلاّب والجذّاب والنادر، لا تشعرُ المرّة بغربة عن وطنك الأم بل تهزّك مشاعر الانتماء المشترك والوحدة لا الطبيعية فقط بل كذلك الاجتماعية اذ تُعيدك مشاهد «أم الطبول» و«القالة»و«بوقوس» الى مشاهد مماثلة ان لم تكن متطابقة كُنت مررت بها بجهة طبرقة وعين دراهم وغيرها من الجهات الحدودية من الجانب التونسي. الاعلام قاطرة لدعم العلاقات وتعزيزها التونسي الذي يصلُ الحدود الجزائرية يشعر أنّه بين أهله وذويه وأنّه لم يغادر بلده على الاطلاق وممّا يزيد ذلك الشعور، حفاوة الترحاب والاستقبال والبشاشة التي تجدها عند مضيفيك وعند من تلقاهُ من الأشقاء الجزائريين، هذه المعاني جاء عليها السيّد عبد العزيز بلخادم في كلمته في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية الأولى للصحافيين الجزائريين مؤكّدا ترابط العلاقات التونسيةالجزائرية الليبية وتوق هذه العلاقات الى مزيد التفعيل والعمل المشترك لخدمة أبناء المنطقة بما في ذلك من آفاق مفتوحة على التطوير في عديد المجالات والميادين ومنها «الاعلام» حيث شدّد الممثّل الخاص لرئيس الدولة الجزائرية على أنّ الاعلام يلعبُ دورا مهمّا في تعزيز علاقات التعاون بين البلدان المغاربية ويُقوّي نقاط الالتقاء ويدعم انطلاقتها نحو الأفضل مستقبلا. وهذا الأمر استرعى اهتمام ممثلي الصحافيين المشاركين في الجامعة (انظر المؤطّر المرافق لهذا المقال) حيث تمّ التركيز على ضرورة المرور الى خطوات عملية لتنسيق المواقف وتقريب وجهات النظر ودعم مجالات التعاون المهني والتكويني والاستفادة من التجارب بما يضمن مزيد تطوير الاعلام في الفضاء المغاربي ويكرّس دوره المحوري في تحقيق ما ترنو اليه شعوب المنطقة من تضامن وشراكة فاعلة ومثمرة. وثمّن الأستاذ علي فضيل مدير أكبر الصحف الجزائرية صحيفة «الشروق» خلال الجلسة الافتتاحية الجهد المبذول من قبل الصحافيين لتفعيل التعاون في ما بينهم وتدعيم العلاقات المشتركة مؤكّدا انخراط مؤسسته في كل المسائل المهنية والاعلامية والتكوينيّة التي من شأنها أن تعزّز التقارب المغاربي. وفي أحاديث جانبية أبرز لنا السيّد فضيل اهتمامه بمزيد التقارب بين المؤسسات الاعلامية التونسيةوالجزائرية والمغاربية كذلك للمساهمة في دعم التقارب المغاربي ومزيد تمتين أواصر التعاون الاعلامي بما يخدم القضايا والأهداف المشتركة مبديا حرصه الشخصي على المساهمة في كل المجهودات في هذا الاطار.