أبدى مسؤولون فلسطينيون بارزون مقربون من الرئيس ياسر عرفات «مخاوف جدية» من أن تستغل أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية الاضطرابات في قطاع غزة وحركة التمرد على السلطة الفلسطينية لتنفيذ خطة لاغتيال عرفات بأيد فلسطينية كما حدث مع قادة آخرين وفق ما ذكرته أمس صحيفة «الوطن» السعودية. وفيما تتواصل أعمال التمرد المتقطعة ضد السلطة الفلسطينية في قطاع غزة وحتى في الضفة الغربية حذّر المسؤولون الفلسطينيون من أن الصهاينة اعدوا فعلا خطة لاغتيال عرفات بأيد فلسطينية وانهم ينتظرون الفرصة الملائمة والوقت المناسب لدفع بعض عملائهم في الضفة الغربيةوغزة إلى وضعها موضع التطبيق. وقالت مصادر ديبلوماسية إن عرفات مقتنع تماما بأن المطالبة بانتزاع المسؤوليات الأمنية منه وتسليمها إلى وزير الداخلية ورئيس الحكومة والمطالبة أيضا بتقليص صلاحياته السياسية والادارية والمالية والتنظيمية إلى أدنى حدّ تهدف فعليا إلى التمهيد لتنفيذ انقلاب داخلي يطيح به ويدفعه في أفضل الأحوال إلى الرحيل والعيش في المنفى على أساس أنه لم يعد صالحا لقيادة مسيرة العمل الفلسطيني. وحرص عرفات حسب المصادر ذاتها على إحاطة عدد من القربين منه بهذه المخاوف محذرا من أن أحداث غزة الأخيرة لم تكن عفوية أو بريئة بل هي جزء من مخطط دولي لاحداث تغيير جذري في الساحة الفلسطينية بأيدي الفلسطينيين أنفسهم بعدما فشلت المحاولات الاسرائيلية والأمريكية المختلفة في تحقيق ذلك. وأكد عرفات للمقربين منه أنه لن يستسلم ولن يرضخ بل إنه مصمم على مواجهة هذه المؤامرة الداخلية وأنه يعرف تماما من يحركها وأنه سيفضح المتورطين فيها علنا في الوقت المناسب كما أكد أن الشعب الفلسطيني سيلتف حوله ولن يتخلى عنه. وفيما اتهمت هذه المصادر وزير الأمن الداخلي السابق العقيد محمد دحلان بقيادة حركة التمرد قالت تقارير أوروبية إن أوساطا فلسطينية عديدة في الحكومة والمجلس التشريعي و»فتح» تدعم بشكل أو بآخر الحركة «المضادة» للسلطة الفلسطينية. ولاحظت التقارير ان هذه الحركة تطالب باجراء اصلاح جذري في مسيرة العمل وفي تركيبة القيادة الفلسطينية.