500 طفل من تونس ومصر وسوريا وليبيا والأردن والعراق وفلسطين سيقفون في شكل كورال ويرددون أغاني الراحل الجموسي.. الرقم وتعدد الجنسيات يتحدثان عن حجم التظاهرة التي تحمل اسم الملتقى العربي للعازف الصغير بصفاقس والتي تمكنت في عام واحد تقريبا لتتحول الى واحدة من أكبر التظاهرات الثقافية بمدينة صفاقس. حول التظاهرة التي تنتظم بالتعاون بين المركب الثقافي محمد الجموسي والمعهد الجهوي للموسيقى وجمعية مدينة صفاقس للفنون، عقدت الجهات المنظمة ندوة صحفية أول أمس الأربعاء بحضور عدد هام من الاعلاميين فوجئوا بالتحضيرات، وكذلك بأهداف التظاهرة الحريصة على تنمية الحس الموسيقي والذوقي لدى الناشئة . اللقاء الصحفي أشرف عليه كل من السيدة ربيعة فقير والسيدين محمد الخراط ومحمد كمون وقد بسط جميعهم فقرات الدورة من جوانبها الفنية واللوجستيكية والمادية وهي النقطة الأخيرة التي تحدث فيها المسؤولون عن استحياء شديد باعتبار أن ميزانية التظاهرة لا تتناغم لا من بعيد ولا من قريب مع حجم التظاهرة وأهدافها النبيلة .دورة هذا العام التي تمتد على 3 أيام وتحمل اسم «محمد الجموسي» تتضمن بالاضافة الى المعرض المتنقل للراحل والشريط الوثائقي الذي يروي مسيرة المحتفى به، انجاز لوحة فنية ضخمة للمبدع باستعمال التقنيات الحديثة . مسابقات في العزف المنفرد سيخضع لها أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما من تونس ومصر وسوريا والأردن والعراق وفلسطين، بعضهم ممن يقيم في بلدنا والبعض الآخر تحمسوا للملتقى وسيزوروننا في الفترة المتراوحة بين 12 و14 جويلية الجاري . ويؤكد المنظمون أن الأطفال سينزلون ضيوفا مرفوقين بأوليائهم وببعض الصحفيين من دولهم، بعد أن شعر رجال الاعلام بأهمية التظاهرة التي تؤسس لمهرجان عربي ضخم يهتم بالعزف وينمي الذائقة الفنية ويحرص على خلق جسور تواصل بين «عصافير الجنة» في الوطن العربي الممتد من المحيط الى الخليج . أهم فقرة استرعت اهتمام الجميع هي كورال ال500 طفل من تونس وخارجها والذين سيرددون أغاني الجموسي بنبرات البراءة ويقولون معا «ريحة البلاد ورد وياسمين»..فعلا هي ورد وياسمين بماضيها وحاضرها ومستقبلها الذي سينحته عصافير الجنة .. النقطة التي أثارها الاعلاميون حول الدعم المالي من وزارة الاشراف والذي حرص المنظمون على التكتم عنها، كانت مثار جدل في اللقاء الصحفي، فلئن رفض المشرفون على التظاهرة الكشف عنها، الا أن «الشروق» وخارج اطار الندوة علمت انها 3 آلاف دينار فقط .. نعم 3 آلاف لتظاهرة قوامها 500 طفل من تونس وخارجها وتهدف بالأساس الى تنمية الذائقة الفنية والتعريف بالمبدعين الصغار .. 3 آلاف دينار.. هل تكفي حتى لشراء قطع من الحلوى ل500 طفل !.. وهل بعد هذا نتحدث عن تنشئة موسيقية أصيلة ومتفتحة ونتحدث عن دعم وزارة الاشراف للتظاهرات الثقافية الخاصة بالبراعم ؟ .. سؤالنا قد يحرج المنظمين والمشرفين ووزارة الاشراف على حد السواء، لكن هدفنا منه التنبيه في دولة لها الريادة في حقوق الطفل، أوليست الثقافة من حقوقه ؟