يشارك «كورال الشمس» التابع لجمعية أحباء الطفولة بصفاقس في المؤتمر الدولي للأطفال العرب الذي سينتظم من 13 إلى 20 من نوفمبر الجاري بأبوظبي في دورته الحادية والثلاثين الذي يشهد مشاركة وفود من حوالي 20 بلدا. تجدر الإشارة إلى أن «كورال الشمس» يضم مائة طفل بين منشدين وعازفين ويشرف على تأطيرهم عدد من الأساتذة المختصين في الموسيقى والعزف ويستقطب أعدادا كبيرة من التلاميذ من الموهوبين أو المولعين بالموسيقى من الجهة. ومما شجع على المشاركة في هذا الحدث رغم حداثة جمعية أحباء الطفولة بصفاقس المؤسسة الراعية لنشاط الكورال التي لم يمر على بعثها سوى ما يقارب سبعة أشهر إضافة إلى محدودية إمكانياتها المادية أن هذه التظاهرة الدولية تكتسي أهمية كبرى. الجمعية لم تفوت هذه الفرصة كذلك لإيمانها بأهمية مثل هذه المشاركة لا سيما بالنسبة لهذه الشريحة من المولعين والناشطين في القطاع الموسيقي نظرا لجدوى ونجاعة المواضيع والأنشطة الثقافية والفنية والتعليمية والعلمية التي يتضمنها برنامج هذا المؤتمر وهي في مجملها موجهة للناشئة التي تحمل استشرافا يانعا لبلدانها. فإضافة إلى الأنشطة الموسيقية ينفتح المؤتمر على أنشطة أخرى تتمثل في تنظيم ورشات في الدراما والموسيقى والعزف والشعر والحركات الإيقاعية وورشات في تكنولوجيات الحاسوب وتصميم صفحات الواب والتصوير وغيرها بإشراف أساتذة متخصصين.
وتتمثل المشاركة الأولى للكورال الممثل لتونس في هذه التظاهرة الدولية في عرض موسيقي يحمل عنوان «أطفال تونس يغنون للوطن والحرية والكرامة» وذلك بتقديم أعمال موسيقية منها على سبيل الذكر أغان لمارسال خليفة مثل «تونس الشعب» و»اني اخترتك يا وطني» وقصيد أبي القاسم الشابي «ألا انهض»الذي غنته ماجدة الرومي وغيرها من الأغاني الوطنية لمجموعات موسيقية ملتزمة في بلادنا أو لفنانين عرب منها «هيلا هيلا يا مطر» لمجموعة البحث الموسيقي و»تذكر كلما صليت ليلا» وأطفال بغداد الحزينة» لكاظم الساهر. وسيتولى الطفلان أمل المسعودي ووديع بلغيث تقديم معزوفات تونسية لكل من محمد الجموسي والهادي الجويني على آلتي القانون والكمنجة في إطار تكريم بعض عمالقة الفن العربي على غرار كل من نجاة الصغيرة وفيروز وكاظم الساهر وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب إلى جانب تكريم الموسيقى التركية. وسيكون الفنان الإمارتي حسين الجسمي ضيف شرف المهرجان. وسيقوم الوفد التونسي خلال أيام المؤتمر بأنشطة عديدة تتمثل في عرض العديد من الوثائق والصور تتمحور حول بعض الخصوصيات التونسية الحضارية والتاريخية التي تهدف بالأساس إلى الترويج لصورة تونس ومميزاتها على طريقة الطفولة على غرار السياحة والثقافة والفنون والعادات والتقاليد في بلادنا.
وتتجه نية الجمعية التونسية إلى استغلال هذه المشاركة لطلب تنظيم تونس المؤتمر في دورته القادمة وذلك بالتعاون مع الهياكل العربية المنظمة له نذكر من بينها المركز الوطني للثقافة والفنون بالأردن باعتباره المؤسس للمؤتمر الدولي للأطفال العرب منذ حوالي ثلاثة عقود ولتكون الدورة التي تحتضنها بلادنا مناسبة لإعلان انفتاح المؤتمر على مشاركات غير عربية تجعل منه مهرجانا لإبداعات الطفولة من مختلف الانتماءات الثقافية واللغوية لتتم خلاله توجيه الدعوة إلى أطفال من بلدان افريقية وأوروبية وآسيوية.