إبراهيم الثاني هو الأمير ابراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن ابراهيم بن الأغلب ولد سنة 850م وتوفي سنة 902م كان أكبر إخوته ولكنه أقصي من الحكم لأسباب مجهولة وقد يكون وراء إقصائه من الحكم عمّه زيادة الله الثاني لفائدة أخيه محمد الثاني الملقب بأبي الغرانيق الذي ترك الحكم لابنه الصغير فقرّر أهل القيروان تنصيب ابراهيم الثاني فقبل العرض. وعرف ابراهيم الثاني بإنجازاته العمرانية الضخمة فهو من أمر ببناء مدينة رقادة سنة 876م واتخذها دارا لملكه وشيّد بها القصور والدور الفخمة والصهاريج الضخمة لتزويد السكان الجدد بالماء الصالح للشراب وسقي الحدائق الغناء التي أحدثها بمدينة رقادة. ومن المعالم الأثرية الهامة التي أمر ببنائها الأمير ابراهيم الثاني نذكر «بيت الحكمة» وجعلها من أهم مراكز طلب العلم بعد أن استقدم إليها عددا من العلماء والأطباء والموسيقيين والفلكيين من مصر وبغداد وفتح مكتبتها أمام طلاب العلم والمعرفة من جميع أنحاء البلاد وقد شكلت بالفعل في ذلك الوقت منارة علمية بارزة في إفريقية العربية وفي رقادة أيضا استقبل سفراء من ملوك الافرنج ومن قياصرة الروم وفي عهده بلغت الإمارة الأغلبية أوج القوّة والحضارة والرقي. فتوحاته فتح الأمير ابراهيم الثاني سنة 878م سرقوسة (قاعدة الروم في صقلية) ومنها استولى المسلمون على كامل الجزيرة وفي سنة 881م انتصر على ابن طولون الذي استولى على برقة قادما إليها من مصر. وبعد ذلك بعث إليه الخليفة المعتضد العبّاسي بمراسلة يأمره فيها بترك الحكم لابنه عبد الله فامتثل وجهّز الجيش لغزو بلاد الروم وانطلق من سوسة سنة 902م قاصدا صقلية وعبر مجاز حسينة ودخل جنوب إيطاليا فخضعت له البلاد وحاصر مدينة كسنتة وقاتل قومها فقيل أصابه رمح فتك به وقيل مات بعلّة مزمنة ودفن بمدينة بلارمو وكان في نيته غزو روما وبعدها القسطنطينية.