هو أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني. ولد بالقيروان سنة 388 ه ونشأ بها. درس الفقه على أيدي أبي عمران الفاسي وأبي الحسن القابسي وتأدب على أيدي أبي اسحاق ابراهيم الحصري وسائر أساتذة القيروان في العهد الزيري. واتصل بخدمة الامير الصنهاجي المعز بن باديس وصار من أبرز شعراء بلاطه ثم أصبح أحد زعماء المدرسة الشعرية القيروانية. ذكره ابنه الدباغ بقوله: «الاديب الفاضل، أحد من نظم قلائد الاداب وجمع أشتات الصواب، وتلاعب بالنثور والموزون تلاعب الرياح بأطراف الغصون». وقد غادر ابن شرف القيروان بعد خرابها على إثر الزحف الهلالي فانتقل الى المهدية ثم صقلية إلا أنه لم يطب له المقام بها فانتقل الى الاندلس وكانت وفاته بطليطلة سنة 460 ه / 1067م. من أهم مؤلفاته أبكار الافكار: يقول عنه ابنه دحيه: «في سفرين، اختراع كله في الحكم والامثال والنظم والنثر» ويقول عنه ياقوت: «جمع فيه ما اختاره من شعره ونثره»، ولم يحدد حجمه. أعلام الكلام: أهداه للمعتضد بن عباد وأجازه عليه، ويقول عنه ابن دحية: «مخترع كله» ومن جملة ما احتواه هذا الكتاب مجموعة من مقاماته، جلب منها صاحب الذخيرة مقامتين، منها مقامته الشهيرة في الشعراء، كما ساق ابن بسام مجموعة صالحة من نصوص هذا التأليف. مسائل الانتقاد: ويسميها ياقوت: «رسالة الانتقاد». ديوان شعره «ديوان ابن شرف القيرواني». ناجح الزغدودي