سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (307): بن صالح يجيب القرّاء عن تساؤلاتهم: أقول للمنتقدين: ما هي مساهماتكم في تونس... غير التخريب؟
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي قلت ل«سي أحمد» بن صالح بعد أن بدا في حلقة أمس معلّلا كلامه وأجوبته بأكثر من حجة، حول التعاضد في تونس، سألته: لمّا كانت المعطيات واضحة والحجج موجودة، لماذا لم يوضّحوا الأمر للنّاس.. فهناك الكثير من التونسيين ممّن استبطنوا قصصا، بدت بلا صلة بالواقع حول برنامج التعاضد؟ بسرعة، ردّ «سي أحمد» بن صالح قائلا: «ومن سيوضح الأمر.. الذي سيوضّح موجود في السّجن.. (ويقصد نفسه) كنت من الذين وافقوا دون تردّد على مقترح «وقفة التأمّل»، لأنني كنت وببساطة مع سياسة التدرّج في تركيز التعاضديات.. المسألة هنا، هو أن لديك وبين يديك مسؤولية مجتمع.. فكيف يكون هذا البرنامج غير صالح وغير مجد.. وحمّال كوارث، إذا نجح في جلب المؤسسات الخارجية وخاصة البنك الدولي كما قلت آنفا.. فهذا البنك، لم يقرض دولارا واحدا لمجال الفلاحة، ولأيّ بلد.. لكن حدث وأن موّل كما ذكرت سابقا، تركيز وحدات تعاضدية..». وهنا، وضع «سي أحمد» سؤالا يمكن أن يقدّمه له أيّ كان، ممّن تابع مسيرة التعاضد، ورضاء بورقيبة وقراره بتعميم التعاضد، حيث تساءل: هل هناك شيء، أو أمر قمت به طوال المسيرة، وطوال عملي بالحكومة، بلا موافقة من الرئاسة ومن المؤسسات الحزبية والتشريعية؟ وأجاب بنفسه بالقول: «هذه مؤسسات تعمل.. والمخطّط بحدّ ذاته، خضع قبل إقراره الى مساهمة قرابة خمسة آلاف مواطن.. كلهم ساهموا في تحرير ونقد وتمحيص المخطّط، وبعد ذلك، وقع تقديم الوثيقة، الى البرلمان.. فهل كل هذه المؤسسات وهؤلاء الناشطين المساهمين في المخطط الذين يعدّون بالآلاف تعرّضوا للسّحر.. هل أنني سحرتهم كلّهم؟ ألم تكن لهم آراء وأفكار ناقشوا بها المخطط؟ هل أن كلّ هؤلاء وكل هذه المؤسسات سيطر عليها أحمد بن صالح؟ وهنا عاد «صاحب المذكرات» وكشف النقاب مجددا عن أنه لم يتكلّم في الحصة التلفزية التي وقع الحديث عنها مطولا، والتي تلت اعلان وقفة التأمل في مجال التعاضد.. مجدّدا القول: اعترضت على تعميم التعاضد، لأنني أعرف ما معنى المخطط؟؟ وعن سؤال آخر، متصل بهذا الموضوع، سألت «سي أحمد» عن شخصيته وهل أنه يحبّ الحكم والسيطرة على الأمور، حيث ورد ذلك في سؤال لأحد القراء حين سأل في المجال، فقال «سي أحمد» بن صالح: لو كنت أحبّ السيطرة والحكم، كيف أطلب فلانا وفلانا وزراء معي.. وأضاف بالفرنسية: «Je parais être original dans un milieu qui s'en fout» وهنا صمت لحظة وانبرى، كمن يقلب المعادلة.. معادلة السؤال: «أقول للّذين ينتقدون دون تمكّن من المعلومات والواقع، أقول لهم: ما هي مساهماتكم في تونس.. غير التخريب.. لماذا لم يتساءلوا: من اشترى الأبقار والأغنام وكل الحيوانات من أصحابها بأثمان بخسة.. بعد أن أدخلوا الرّعب في صفوف الفلاحين المتعاضدين، ثم أخذ الناس يبيعون ماشيتهم وحيواناتهم؟.. لماذا لا يبحثون في: من هي هذه الجماعات المنظمة التي استشرت وابتاعت الحيوانات بآلاف الرؤوس، وحملوها (هرّبوها يقول «سي أحمد» بالحرق) ببعض الملّيمات (قال: بأربعة صوردي) أخذوها الى القيروان.. حيث كانت الطبيعة في الموعد، حيث جدّ طوفان أودى بكل شيء.. أقول للذين تدخّلوا لإفساد نجاح تونس: هل هناك مهندسون تحدّثوا عن إيجابيات التعاضد الفلاحي؟ أنا أعرف أنهم موجودون وأقول لهم: إن ميشال دوبريه من أول القوميين الفرنسيين ربّما بعد ديغول راجع موقف فرنسا الذي انبنى على تقرير السفير (الفرنسي) سوفانيارغ..». وهنا، واصل «سي أحمد» نقده، الذي كثيرا ما ضمّنه أجوبته سواء ل«الشروق» طوال هذه الحلقات أو في هذه المرحلة وهو يجيب القرّاء، واضعا سؤال الحيرة: لماذا لا يتملّك سؤال الحيرة، حول ما حصل كل الذين يعتبرون أنفسهم معنيين بمسيرة تونس؟ ولماذا لا يذكر كيف أن بن صالح كان من القليلين الذين عارضوا بورقيبة في اقراره تعميم التعاضد، بحيث لم أتوجّه لتدشين أو زيارة أي تعاضدية من جديد؟ فإلى حلقة أخرى إن شاء اللّه...