سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (308): بن صالح يجيب القرّاء عن تساؤلاتهم: هذا المقصد من «بورڤيبة لا يعرف كيف تتكوّن تعاضدية» كل البليّة في المحيطين به...
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي يواصل «سي أحمد» وبكل رحابة صدر، الاجابة عن تساؤلات القرّاء... وقبل أن نبدأ حلقة اليوم مع سؤالين لأحد القرّاء، فإننا نضع أمامه سؤالا، هو أقرب الى الاستفسار، عما قدّمه «صاحب المذكرات» بخصوص موقف بورقيبة من التعاضد، وكيف أقدم الرئيس على قرار ساندته فيه اللجنة المركزية للحزب، سنة 1969، ونقصد تعميم التعاضد... حيث قال «سي أحمد» إن بورقيبة لا يعرف كيف تتكوّن وحدة تعاضدية، لأنه لو كان على دراية بالتمشّي الذي يبدأ من مساحة الارض ونوعيتها وملكيتها الى آخر ذلك من الاجراءات، ما كان ليُقدم علىتأميم التعاضد... وهنا، يضيف «سي أحمد» في معرض توضيحه لهذه النقطة التي أثارها أحد أحفاد شقيق بورقيبة (شقيقه الأكبر أحمد بورقيبة) معلقا على فحوى حلقة أمس الاول، حول عدم معرفة الرئيس بورقيبة، كيف تتكوّن التعاضدية، معتبرا أن ذلك ليس من مشمولات الرئيس... وهنا يضيف «سي أحمد بن صالح»: يمكن أن نقول ما يلي: كأن بورقيبة، بإقدامه على تعميم التعاضد، لا يعرف كيف تتكون تعاضدية... أو بالامكان أن نستعمل الصيغة التالية لعله لا يعرف ما يتطلبه تكوين تعاضدية... لعل التعبير لم يكن واضحا، لكن المقصود أن تكوين أي وحدة تعاضدية، يتطلب دراسة قانونية ومعرفة دقيقة بالوضعية العقارية للارض... وهنا، المقصود ليس أنه لا يعرف، ربما كان الاجدر بنا أن نقول: كأنه لا يعرف... وأنا في حقيقة الامر، لا أقول إنه هو... بل الذين دفعوه الى اتخاذ ذاك الموقف... فقد بدا القرار (تعميم التعاضد) كأنه يؤسس لمعركة... أو أزمة... أنا أفضل التحليل التالي: «هو أن الذين دفعوا بورقيبة لاتخاذ ذاك الموقف (تعميم التعاضد) ودفعوه الى التطرف في التعميم، لم يعلموه ما يمكن أن يكون عليه الامر على مستوى المجتمع... كان المقصود من هؤلاء، وهم يدفعون بورقيبة الى اتخاذ قرار التعميم، المتعارض مع نص المخطط ومقدمته، التي تحوي فلسفة التدرّج في المسيرة، كانوا يقصدون تكوين جلبة لتغطية ما وقع فعلا... وهو أن يبيع المتعاضدون حيواناتهم (ماشية متنوعة)... ما أريد أن أتجنبه في كل هذه القصة، هو أن أضع بورقيبة كشخص في هذا الامر... فمازلت مقتنعا بأن كل ما حصل ليس من «عنديات» بورقيبة (أي من عنده...) بل هو من المحيطين الذين كوّنوا كوكبة من الذين «عاينوا» الاراضي الفلاحية كي تكون من نصيبهم بعد الازمة، وجعلوا المتعاضدين يبيعون ماشيتهم (آلاف الرؤوس) لكي يستحوذوا عليها، بأثمان زهيدة»... وهنا تطرق «صاحب المذكرات» الى أنه لم تقع الى الآن أية دراسة علمية حول التعاضد... لو عندي سلطة، كنت آمر بتحقيق في الامر... فهذا جزء من تاريخ تونس... أنا لا أقول إن بورقيبة لم تكن له «نوايا»... ولكن عوض أن يعينوه على نسيان «الذاتونية» (الجانب الذاتي) وتكون البلاد قد تقدمت أشواطا... ونشطت... آثروا أن يدفعوا باتجاه تأزيم الوضع... إذ كيف يمكن أن نقتنع بسلامة قرار يركّز التعاضد ويعمّمه في سبعة أشهر (آلاف الوحدات الانتاجية) يعني في ظرف وجيز، في حين تطلبت 300 وحدة فقط، سبع سنوات! من ناحية أخرى وفي سؤال آخر حول المحاكمة من احدى المواطنات، وكيف أن التونسيين لا يعرفون شيئا عن حيثياتها الحقيقية، سوى نعوت، واتهامات ألصقت بشخص واحد، قال «سي أحمد» في معرض إجابته: أنا أقول أكثر من هذا... لا أحد تحدث عن المحاكمة... وقد كانت مصطنعة... بشخوصها وآلياتها... وهنا أرجع الى التساؤل: مَنْ منْ رجال القانون نطق أو بحث في المسألة؟ أبدا... ولا أحد. لماذا لم يسأل عن سر موقف بورقيبة من التعاضد وقد تبيّن أن أحمد بن صالح أبعد ما يكون عن مسألة التعميم؟ فالذي دفع بالتعميم يقصد الشخص... إذ لا صلة للقضية بالاقتصاد ولا بالتوجّه التنموي للبلاد... كل القصة هي ذات بعد «بوليتيكي» لا علاقة له بالتاريخ»... فإلى حلقة قادمة إن شاء الله...