بعد تأكد افتتاح الفيلم الجديد للمخرج السينمائي عبد اللطيف بن عمار «شارع النخيل الجريح» للدورة الجديدة لمهرجان قرطاج الدولي، أصبح السؤال حول سر هذا التوجه أو الاختيار الجديد في سياسة المهرجان أمرا مشروعا إذ جرت العادة أن يكون افتتاح مهرجان قرطاج بعمل فرجوي من إنتاج المهرجان ذاته ووزارة الثقافة بطبيعة الحال. كما ظلت السينما إلى وقت غير بعيد عبارة عن سد فراغ لا غير في برنامج المهرجان، وحلاّ فيما بعد لتشريع الدعم المالي الذي كان يحصل عليه المنتجون والموزعون السينمائيون مقابل عروض الأفلام التي تقتنيها منهم إدارة المهرجان عبر وزارة الثقافة لمجابهة المصاعب المالية التي كانوا يمرون بها في ذلك الوقت. ماذا تغير حتى يعود مهرجان قرطاج ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث الى اقتناء عروض الأفلام السينمائية بعد أن توقفت برمجتها في دورتين أو أكثر؟ بل ماهي «الحكمة» من برمجة عرض سينمائي في افتتاح مهرجان عرف في كامل أصقاع الدنيا بعروضه الفرجوية لأشهر الفنانين في العالم؟ هل لغاية «سنة السينما» التي أشرفت على النهاية دون أن نرى شيئا من السينما، أم أن خزينة المهرجان وميزانية وزارة الثقافة لا تسمح بإنتاج عمل فرجوي أم أن ضيق الوقت ومشكل «الاستقالات» والاقالات دفع الى هذا التوجه أو الاختيار أم أن كثرة المشاكل والأزمات في الساحة الثقافية هذه الأيام أفقد كل ذي مسؤول بوصلته؟ فهنيئا للمخرج السينمائي عبد اللطيف بن عمار والمنتج عبد العزيز بن ملوكة باختيار فيلم «شارع النخيل الجريح» لافتتاح مهرجان قرطاج خصوصا بعد رفضه من المشاركة في مهرجان «كان» السينمائي الدولي في دورته الأخيرة.