لأن أغلبنا من المتخرّجين من أكبر كليات «ضرب الكفّ» و«ضرب البندير» فلا عجب أن نجعل من السداسية الودية التي مرّرناها الى الشباك السودانية منذ أيام مطيّة نركب عليها ونتباهى بها أمام خلق الله بدعوى أن المنتخب عاد الى سكة الصواب بعودة أبنائه الضالين وبقدوم مدرب جديد اسمه مارشان ومكتب جديد يقوده علي الحفصي. ولأن أغلبنا من الذين ينقلبون 180 درجة مع كل موقف... فلا عجب إذن أن يعود الحديث عن المنتخب بكل تلك القوة قبل الخميس الفارط في محاولة لشدّ الناس وجعلهم ينسون المونديال ولو لمدة تسعين دقيقة والالتفاف الى المنتخب «الوطني» لكن مثل هذه المحاولات سقطت في الماء لأن الجمهور الذي تخلف عن اللقاء مع بوتسوانا كان مقتنعا بأنه يطارد خيوط الدخان مع نفس الاسماء ونفس الوجوه ونفس العادات رغم تغيّر موقع الكراسي... فالفاشلون هم أنفسهم... والاخطاء هي... هي... والتبريرات هي... هي... والضحك علينا هو... هو... والأحزان هي... هي... وبالتالي لماذا يطالبوننا بما لا تقدر عليه الجبال... وإلاّ كيف لنا أن نزيّن أيام المنتخب أو نصفها على أنها عال العال عندما تكون أتعس من التعاسة... وأقسى من الوبال؟... دعونا نتصارح بأن منتخب اليوم لن تقوم له قائمة ما لم نفرغه من محتواه... وما لم نقتنع بأن رغبتنا في العودة السريعة إنما هو خطأ «تكتيكي» كبير يسعى إليه المكتب الجامعي الجديد ليظهر في ثوب البطل رغم أننا جميعا على اقتناع تام بأن المنتخب منذ أعوام يمشي بقدرة قادر... فلا نحن نملك لاعبين كبارا... ولا نحن جلبنا مدربين كبارا ولا نحن وضعنا المسؤول المناسب في المكان المناسب... وبالتالي كم نتمنى أن نتوقف مرة في العمر (أتمنى أن أحضرها) لنعترف بأننا نمشي على الهامش وأن منتخبا كبيرا لا ينبني أبدا على قاعدة أوهن من بيت العنكبوت سواء على مستوى الأرجل أو على مستوى الادارة... وتلك حكاية أخرى لما يحدث لمنتخب صار يفعل بالرؤوس ما لم تفعله الخمر المعتقة. سليم الربعاوي اللّقاء بعيون فنية: نعم، نسير إلى الوراء هذه المباراة المحتشمة والتي كان مردودها هزيلاوضعناها تحت مجهر بعض فنيينا فكانت آراؤهم كالآتي: سليم عبد الغفار: لم أفهم شيئا..!!؟ قد تكون أفضل إجابة هي: دون تعليق.. ولكننا عندما نعود إلى المباراة فإننا لم نفهم شيئا فنيا خاصة أن المراجع والثوابت التي اكتسبناها ودرسناها وعرفناها لم نرها ولم نر حتى أبسط أبجدياتها وخاصة في غياب النسق باعتبار أنه يمكن خوض لقاء ضد فريق صغير أو ضعيف وقد لا تتجسد الأهداف فيها ولكن النسق يبقى دائما للفريق الذي له أسلوبه سيما وأننا لعبنا ضد بوتسوانا الضعيفة والتي ليس لها تاريخ وكان لاعبونا جاهلين لمواقعهم على غرار عصام جمعة الذي لم يستوعب بعد درس التزامه بالانضباط كآخر مهاجم كما أن فريقنا لم يستطع استدراج المنافس ولم يقرأ له أي حساب ولم يحسن مناورته كما لم يحسن اعتماد الكرات الثابتة التي تعتبر من أفضل الحلول.. وغير ذلك من الأسباب الأخرى التي كانت وراء المردود الهزيل والمستوى المتدني وبالتالي وراء النتيجة السلبية. سمير الجويلي: فضيحة.. وإهانة أمام بوتسوانا..!!!؟؟ أصبحنا نستحق ما يتماشى وإمكاناتنا والتي وللأسف تعتبر هزيلة وضعيفة وبلا روح وخاصة على المستوى البشري باعتبار أننا أصبحنا عاجزين عن تحقيق الفوز على حساب بوتسوانا وعلى قواعدنا بالذات وأمام جمهورنا.. وهو ما يعني أن الحالة التي أصبحت عليها كرتنا التونسية تستوجب المراجعة وإعادة قراءة الأشياء على حقيقتها دون غرور ولا أعتقد أننا «الأفضل» لمجرد فوزنا في الودّ على السودان خاصة أن عديد المنتخبات الأخرى الافريقية مثل الكامرون ونيجيريا والكوت ديفوار وغانا والجزائر ومصر «هربت» بنا وتركتنا نقف على امكاناتنا الضعيفة أمام بوتسوانا التي تنتصر علينا وتعود إلى أرضها بمعنويات أخرى.. وإذا نحن لم نجد أنفسنا أمام بوتسوانا فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: أمام من سننتصر والحال أننا نحلم بتسجيل الصحوة بعد نكسة الموزمبيق وخيبة أنغولا..؟ محمد الكوكي: غياب الروح.. وتعميق جرح القطيعة إذا تم توفير كل سبل النجاح واستضافة كل عناصرنا المحترفة تقريبا في الخارج على غرار كريم حقي وحسين الراقد وفهيد بن خلف اللّه وعصام جمعة وياسين الشيخاوي ونبيل العلاقي وسليم بن عاشور وياسين الميكاري وعلاء الدين يحيى وحمدي القصراوي.. ونخوض مباراة ودية أولى ضد فرنسا يوم 30 ماي الماضي ثم مقابلة ثانية في السودان أمام المنتخب المحلي يوم 19 جوان الفارط وبعدها ننهزم في المباراة الرسمية وأمام من..؟ أمام بوتسوانا وفي ملعب المنزه الذي تجلت فيه حقيقة غياب الروح لدى لاعبينا والتفكك في الخطوط وسوء التجسيد وغير ذلك من الأسباب الأخرى التي عمّقت جرح القطيعة أكثر بين فريقنا الوطني والجمهور وأكدت أن وضعنا الكروي في أشدّ الحاجة إلى المراجعة.. ثم المراجعة دون مساحيق ولا مجاملات.. عزالدين خميلة: كلّهم تقدّموا.. والتدارك ضروري ما أراه شخصيا ومن خلال متابعتي للكرة الافريقية فإن كل المنتخبات الأخرى تقدمت مقابل استخفافنا بها واعتقادنا أننا مازلنا الأفضل وهو غرور لا يؤدي إلا إلى السلبية وقد اتضح أكثر بعد فوزنا في الودّ على حساب السودان.. ومن جهة أخرى فإن بوتسوانا قرأت لنا ألف حساب ودرستنا جيدا ولذلك كان لها الانتصار وخاصة أن هدفها كان مبكرا في حين أننا مازلنا نحرص على التبريرات ونتصور أن مثل هذه المباريات في متناولنا وربما نعتقد أن النتيجة مضمونة قبل خوض اللقاء.. وهذا خطير.. وخطير جدا على كرتنا التونسية. علي بالناجي: «شيء يبهّت»..!!!؟؟ مباراة مدهشة ومحيّرة و«شيء يبهّت» خاصة أن المنافس ضعيف وليست له تقاليده وكان بالإمكان انتهاز الفرصة وتحقيق نتيجة عريقة لدعم المعنويات على أقل تقدير وخاصة في المرحلة الجديدة.. إلا أنه حصل العكس على الرغم من وجود عناصرنا من ذوي القيمة الثابتة في فريقنا الوطني ومن أفضل ما لدينا وبالتالي فإن في الأمر اشكالا مازال خفيا وما علينا إلا فك رموزه والبحث عن الحلول الناجعة وإلا فإن كرتنا في خطر. وحيد عبد الرزاق: الغرور «يدمّرنا» ونحن لا ندري نتيجة عكسية إذا اعتمدنا العنصر الأساسي الذي نبقى ندافع عنه وهو سمعة تونس باعتبار أن اللاعبين ظهروا بوجه محتشم وباهت للغاية وخارج النسق حيث لا روح لهم ولا دفاع حتى عن «سمعتهم» هم أنفسهم ولم يتعظوا ولم يستوعبوا الدرس حتى أنهم أعتقدوا أنهم فوق الجميع وذلك استجابة لغرورهم الذي يدمّر كرتنا ويدمرنا جميعا ونحن لا ندري. كما اعتقد اللاعبون أنهم مترفعون ولا يمكن أن تقف منتخبات مثل بوتسوانا أو غيرها أمامنا.. ولكن الحقيقة تجلت مثل الشمس لتؤكد غير هذا وما علينا إلا مراجعة أوضاعنا وإعادة النظر في الهيكلة وغيرها خاصة أن الأمر يتعلق بمكانة تونس وكرتها وسمعتها حاضرا ومستقبلا.. ٭ علي الخميلي الجمهور الرياضي: هزيمة مذلة يتحملها اللاعبون «الشروق» نزلت الى الشارع وتحدثت الى جماهير المنتخب الوطني التي كانت قلوبها تعتصر ألما جرّاء هذه الهزيمة المذلة وغير المنتظرة فكانت الآراء كالتالي: ٭ علي بن فرحات: هؤلاء أثبتوا إفلاسهم الكروي «أشرنا مرارا الى ان كرة القدم التونسية في حاجة الى إعادة هيكلية شاملة وما المانع من العمل على المدى الطويل او المتوسط اذ انه من المؤكد اننا سنجني الثمار بعد 3 او 4 سنوات على اقصى تقدير بدل البحث عن النتائج الفورية وأعقد ان المدرب الحالي للمنتخب الوطني مطالب بانتهاج سياسة واضحة صلب المنتخب الوطني وفرض الانضباط وإبعاد مجموعة من اللاعبين الذين أثبتوا إفلاسهم الكروي مثل حسين الراقد وكريم حقي وعدم الاهتمام بعودة الجماهير الى الملاعب لأنها لن تقوم بذلك الا اذا حقق المنتخب نتائج ايجابية تعكس فعلا سمعة الكرة التونسية ولابدّ ان تتخذ الجامعة التونسية لكرة القدم الاجراءات الضرورية لاختيار الأشخاص أصحاب الكفاءة العالية للإشراف على الكرة التونسية والقضاء على الانتماءات الرياضية الضيّقة لهذا الفريق او ذاك». ٭ محمد الحبيب الخنيسي: تطاول علينا فريق في السلم الخامس افريقيا؟!! «أعتقد ان منتخبنا الوطني عرف نفس المصير الذي عرفته منتخبات فرنسا وأنقلترا وإيطاليا خلال مونديال جنوب افريقيا فقد كانت الهزيمة مدوية جدّا أمام فريق أصنفه شخصيا في السلم التفاضلي للمنتخبات الافريقية وشخصيا أعتقد ان المسألة أكبر من الهزيمة بكثير فما وصلته الكرة التونسية من انحطاط يعود بالأساس الى ما رسخته الأندية التقليدية من تعويل على اللاعبين الأجانب وكان من المنطقي ان تفتقد الى لاعبين قادرين على تمثيل المنتخب الوطني نتيجة هذا الزحف الأجنبي على الكرة التونسية وذلك بالإضافة الى اللاعبين الناشطين خارج تونس والذين لم يقدّموا شيئا يذكر في صلب المنتخب الوطني التونسي لذلك أعتقد انه حان الوقت الى المراهنة على اللاعبين المحليين وأصناف الشبان لأننا ازاء ازمة لاعبين فحسب..». ٭ منصور البركاوي: منتخب بلا روح «أعتقد انها كانت هزيمة غير منتظرة وبدت العناصر الوطنية بلا روح بل أننا وقعنا ايضا في فخ الاستسهال بعد ذلك الانتصار العريض الذي حققه المنتخب الوطني أمام السودان وأعتقد انه حان الوقت للاستغناء عن خدمات بعض اللاعبين الذين لم يعد لهم اي دور في صلب المنتخب الوطني مثل عصام جمعة وكريم حقي وحسين الراقد وفي المقابل لابدّ من المراهنة على اللاعبين المحليين». ٭ رؤوف قماطي: هزيمة مذلة.. «لم نكن نتوقع حدوث هذه الهزيمة المذلة لفريقنا الوطني خاصة بعد ان استبشرنا خيرا بعد ذلك الانتصار العريض الذي حققه منتخبنا الوطني على حساب السودان ولا أظن ان المسؤولية لا يتحملها المدرب بقدر ما يتحملها اللاعبون». ٭ محمد الشبيكي: فخ الاستسهال مرّة أخرى «شخصيا كنت أنتظر فوزا ساحقا لعناصرنا الدولية نظرا لأن بوتسوانا تعتبر من المنتخبات المغمورة والضعيفة على الصعيد الافريقي وقد وقع منتخبنا الوطني في فخ الاستسهال واتضح ان عناصره تعاني اشكالا بدنيا واضحا... وأؤكد مرة أخرى ان الجماهير لن تعود الى سالف عهدها وتقف الى جانب المنتخب الا إذا حقق النتائج المطلوبة». ٭ خالد الرياحي: أصبحت أرفض مشاهدة مقابلات المنتخب الوطني «أصبحت أرفض مشاهدة مقابلات المنتخب الوطني بسبب الأداء المنحط الذي ظهرت به عناصرنا الدولية منذ عدة أشهر وأؤكد ان عدة لاعبين لم يعد لهم مكان في صلب المنتخب الوطني مثل الراقد وحقي والعيفة».