شكلت مجزرة «أسطول الحرية» كيدا مرتدا على اسرائيل وتسببت في تعميق أزمتها في الحلبة الدولية كما واصلت زعزعة حلبتها السياسية الداخلية وتكاد تعصف بائتلافها الحاكم. فبعد أيام من «امتصاص» الازمة بين رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية أفيغدور ليبرمان على خلفية قيام الاول بمحاولة تسوية الازمة مع تركيا من خلف ظهره تفجرت أول أمس أزمة جديدة داخل حزب العمل بلغت حد تبادل الشتائم والتهديدات. فقد هاجم وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر زميله في حزب «العمل» وزير الحرب ايهود باراك اثناء جلسة وزراء الحزب على خلفية لقاء الاول مع وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الاسبوع الماضي دون التنسيق مع ليبرمان. وحمل بن اليعازر صارخا على رئيس الحزب باراك واتهمه بالتشهير به من خلال تسريبات للصحافة أفادت ان باراك عارض لقاء بن أليعازر مع المسؤول التركي رغم أنه علم به مسبقا وقام بمباركته. واتهم بن اليعازر الناطق باسم باراك، باراك سري، بتحريض الصحافة عليه وبتعميم أخبار كاذبة والتملق لوزير الخارجية ليبرمان الذي استشاط غضبا بعد انفضاح أمر لقائه مع «أوغلو». وتابع وزير التجارة الاسرائيلي خلال جلسة الوزراء ساخطا ومزمجرا «أنا عراقي الاصل وسوف ترى كيف سأشويك على الجمر... أنت لا تعلم ماذا يعني هذا بالعراقي»... ورد الناطق باسم باراك قائلا لبن اليعازر «أعرف ماذا تقول أنا لا أعمل عندك»... في الاثناء قررت الحكومة الاسرائيلية خلال اجتماعها الاسبوعي أول أمس توسيع صلاحيات لجنة تقصي الحقائق في العدوان على «أسطول الحرية» لكنها أبقت على قرارها السابق بعدم السماح لها بالتحقيق مع الجنود والضباط باستثناء رئيس أركان الجيش غابي أشكنازي.