كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس أن توترا حادا يسود العلاقات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بسبب ما تردّد عن عقد لقاء سري بين وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن أليعازر ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بروكسل في مسعى لإصلاح العلاقات التركية الاسرائيلية التي تضرّرت كثيرا عقب الاعتداء على «أسطول الحرية». وقال تقرير الصحيفة ان الأزمة بين ليبرمان ونتنياهو تهدّد بإطاحة الحكومة الائتلافية الحالية. أزمة صامتة وأضافت الحصيفة أن العلاقة بين نتنياهو وليبرمان تمرّ بأزمة منذ أسبوعين ولم تعد كما كانت عليه في السابق وأن ليبرمان لا يوافق نتنياهو على الخطوات التي يتخذها ولم يعد يمنحه الثقة المطلقة في ما يتعلق بالقرار السياسي. وتوتّرت هذه العلاقة أكثر وبلغت أشدّها عندما علم ليبرمان أمس الأول عبر القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي بخبر اللقاء السري بين أوغلو وبن أليعازر دون علمه والأخذ برأيه. وذكرت الصحيفة أن ليبرمان عبّر عن غضبه بسبب إخفاء اللقاء عنه، قائلا ان هذا يمسّ بشكل كبير بالثقة وبقواعد الادارة السليمة» حسب تعبيره. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان ديوان رئاسة الوزراء أرجع سبب عدم اطلاع ليبرمان على هذا الاجتماع الى «أسباب فنية محضة». وتوقّع مسؤولون اسرائيليون أن يكون وزير الحرب إيهود باراك هو الذي سرّب هذه المعلومات لرغبته في مشاهدة ليبرمان خارج الائتلاف الحكومي، وهو ما يعني انهيار حكومة نتنياهو. وحسب صحيفة «هآرتس» فإن اللقاء تمّ بضغط من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقد تردّدت الأنباء بشأن مكان عقد اللقاء بين أوغلو وبين أليعازر فبينما ذكرت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن اللقاء عُقد قبل أيام في مكان ما في أوروبا ولكن دون تقديم أية تفاصيل حول اللقاء قالت صحيفة «هآرتس» ان اللقاء جرى في سويسرا، أما التلفزيون التركي «أن تي في» فذكر أن أوغلو وبن أليعازر التقيا لأكثر من ساعتين في فندق ببروكسل التي يزورها الوزير التركي لإ جراء محادثات حول انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي. وهذا هو أول لقاء تركي اسرائيلي على مستوى وزاري منذ العدوان على «قافلة الحرية» موفى ماي الماضي. الاعتذار... الاعتذار وفي هذا السياق ذكرت وسائل إعلام تركية أمس أن أنقرة جدّدت مطالبتها اسرائيل باعتذار رسمي عن هجومها على «أسطول الحرية» لإعادة العلاقات التركية الاسرائيلية الى طبيعتها. وأضافت التقارير أن وزير الخارجية التركي طالب أيضا لدى لقائه الوزير الاسرائيلي بأن تدفع تل أبيب تعويضات لضحايا الهجوم، إضافة الى إنهاء الحصار على قطاع غزة.