بعد مرور موسم صعب على قطاع الزراعات الكبرى حيث تضرر العديد من الفلاحين جراء نقص الصابة تمكنت البذور الجديدة التي تم اعتمادها في بعض الضيعات من مقاومة الجفاف وتحقيق نتائج محترمة. وكشفت حصيلة نتائج هذه البذور عن صواب اختيار مستعمليها من الفلاحين الموزعين على سبع ولايات وهي باجةوسليانةوزغوانوجندوبة ومنّوبة والكافوبنزرت. وتفيد النتائج انه خلال الموسم الحالي حقق صنف «سراڤولا» 65 قنطارا في الهكتار بشركة احياء عين شالو بولاية باجة. وحققت بذور «ڤريكالي» 54 قنطارا في الهكتار بضيعة معز البلاڤي ببوسالم من ولاية جندوبة. وحقق صنف «إيريد» ما قيمته 56 قنطارا في الهكتار بضيعة كمال بالدّويهش بولاية باجة علما أنه تم استغلال هذه البذور على مساحات قدرها 10 هكتارات في الولايات المعنية. إضافة هذه الاصناف الجديدة التي تمت متابعتها من قبل المصالح المختصة بوزارة الفلاحة حققت اضافة ب15 قنطارا في الهكتار رغم الجفاف وخصوصية الموسم حيث أحرزت ضيعة عين شالو على 65 قنطارا في الهكتار للبذور الجديدة مقابل 40 قنطارا في الهكتار للبذور القديمة رغم تطبيق نفس الحزمة الفنية. وبالنسبة الى صنفي «إيريد وڤريكالي» بلغت المردودية 56 قنطارا في الهكتار ل«إيريد» و54 قنطارا في الهكتار ل«قريكالي» بينما لم تتجاوز 40 قنطارا في الهكتار في البذور الاخرى التي تم اعتمادها بنفس الحزمة الفنية. وفي زمن عزّت فيه الصابة يطرح السؤال كيف يمكن اكثار هذه البذور؟ وماذا عن ردة فعل الفلاحين الذين تضرّروا من الجفاف وغيرهم يجمع محصولا محترما؟ الاجابة جاءت على لسان السيد عبد المنعم الخليفي وكيل شركة المعدات والآلات الفلاحية التي تولت توفير هذه البذور لاستغلالها من قبل بعض الفلاحين وذلك بالتنسيق مع مجمع التنمية بباجة حيث أفاد ان هذه الاصناف الجديدة أثبتت للموسم الثالث على التوالي قدرتها على تحقيق انتاجية عالية ومستقرة رغم اختلاف الظروف المناخية بالاضافة الى قدرتها على مقاومة الامراض الفطرية. وأكد ان هذه النتائج فاقت معدلات جنوب ايطاليا وضاهت وسطها الذي يبلغ معدل انتاجها40 قنطارا في الهكتار. أما في تونس فقد بلغت سنة 2008 في ثلاث ضيعات 69 قنطارا في الهك لصنف «سراڤولا» و63 قنطارا في الهك لصنف «ڤريكالي» و65 قنطارا في الهك لصنف «إيريد». وبذلك بلغ خلال 2009 معدل ثلاثة أصناف المعتمدة 65 قنطارا في الهكتار بمنوبة و67 قنطارا في الهك بباجة و70 قنطارا في الهك بجندوبة. وأضاف ان حصيلة الموسم في النظام المطري (بعلي) بلغت 57 قنطارا في الهك بولاية بنزرت و45 قنطارا في الهك بولاية الكاف و61 قنطارا في الهك بولاية سليانة و59 في الهك بولاية زغوان وأكد ان هذه النتائج الغنية عن التعليق دفعت العديد من الفلاحين الى الاتصال بالمجامع الموزعة على سبع ولايات رغبة منهم في الحصول على هذه البذور واستغلالها خلال الموسم القادم. بحث علمي قال محدثنا : «إن الهاجس الوحيد الذي يعيشه حاليا هو تمكين تونس من العودة الى مرحلة «مطمورة روما» حيث كانت هي المزوّد الأساسي من القمح». كما يرغب في ان تنتقل بلادنا من بلد مورّد للحبوب الى بلد مصدّر بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وبذلك تستطيع تونس ان تحيا خضراء أبد الدهر. وأضاف ان المساعي متواصلة من خلال نية إكثار البذور الجديدة وذلك بعد ان تم تسجيلها كما أنه في اطار البحث العلمي يعمل المستنبط الايطالي PSB على توفير قمح صلب يحتاج الى 250 مليمترا فقط من الامطار لينتج اكثر من 40 قنطارا في الهكتار.