مع نزول الغيث النافع خلال هذه الفترة مما يبشّر بموسم فلاحي طيّب انطلقت استعدادات الفلاحين لإعداد الأرض وتوفير البذور التي تؤمّن وفرة الانتاج وتغطية التكاليف ونظرا لما حققته من مردودية هامة خلال الموسم المنقضي سجلت البذور الجديدة التي تم اعتمادها خلال المواسم الأخيرة إقبالا كبيرا من قبل الكثير من الفلاحين وسؤالهم: هل تستجيب الهياكل المعنية لرغباتهم وتوفيرها بكميات تغطي الطلب؟ وما مصير هذه البذور بعد ان خضعت للتجربة وتم تسجيلها رسميا وذلك بعد ان ثبت انها جديرة بذلك؟ علمنا ان وزارة الفلاحة والموارد المائية تنكبّ حاليا على إعداد العدّة لموسم فلاحي يبشّر بكل خير. الوزارة مطالبة بتوفير 450 ألف قنطار من البذور الممتازة فيما لم تتجاوز في المواسم الماضية 300 ألف قنطار فما بالك بالموسم الماضي الذي كان صعبا جدا على الفلاحين والصابة دون المتوسط. وحسب ما استقيناه من معطيات فإن الوزارة حاليا لم تتجاوز 200 ألف قنطار فقط وتبحث في أمر توفير البقية وعلى طاولة أصحاب القرار ملف يمكن لو تمّت دراسته بطريقة ايجابية أن يأتي بالحل ويتضمن عرضا من هياكل إيطالية معنية بالبذور تم اعتمادها في تونس وهي «سراقولا» و«إيريد» و«قريكالي» فاقت مردوديتها في بعض الجهات ال 65 قنطارا في الهكتار. وتتمثل خصوصية هذا العرض في توفير 150 ألف قنطار بسعر 90 دينارا للقنطار الواحد وذلك في ظل ارتفاع الأسعار على مستوى عالمي. استثناء مع بداية العدّ التنازلي نحو انطلاقة الموسم الفلاحي مازالت الهياكل المعنية تبحث عن الكمية المطلوبة للبذر فهل يحظى العرض الايطالي بالموافقة على غرار المغرب ليأتي بالحل ويعوّض الفلاح خسارة العام الماضي لاسيما وأن السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية قال خلال الملف التلفزي الذي تم بثه مؤخرا إنه لا مانع للانفتاح على الآخر وأنه مع عملية إكثار البذور الجديدة. الوزير قال ايضا: «نحن ضد التبعية للبذور الأم؟ وهو شعور بالوطنية لا نشك فيه ولكن هذه السنة هي استثناء بالنسبة إلينا لأننا مررنا بموسم صعب ونواجه ارتفاع أسعار القمح على مستوى عالمي وإذا وجدنا أنفسنا في مفترق الطرق فلابدّ ان نتبّع من يدلنا على أحدها للوصول الى برّ الأمان ثم التفكير من جديد.